القراء‭ ‬الأعزاء‭ ‬

قبل‭ ‬يومين‭ ‬انتصرت‭ ‬ديمقراطية‭ ‬الشقيقة‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬والتي‭ ‬تتمتع‭ ‬بعراقتها‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج،‭ ‬بانتخاب‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬2022‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬الماضي‭ ‬29‭ ‬سبتمبر،‭ ‬وإذ‭ ‬تختلف‭ ‬التجارب‭ ‬البرلمانية‭ ‬عن‭ ‬بعضها‭ ‬فلكل‭ ‬تجربة‭ ‬خصوصيتها‭ ‬التي‭ ‬تميّزها‭ ‬عن‭ ‬الآخرين‭ ‬باختلاف‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬وثوابتها‭ ‬الوطنية‭ ‬ونسيجها‭ ‬المجتمعي‭ ‬وثقافتها‭ ‬وأسسها،‭ ‬فلا‭ ‬يسعنا‭ ‬هنا‭ ‬سوى‭ ‬تهنئة‭ ‬الأعزاء‭ ‬هناك‭ ‬وهنيئاً‭ ‬للكويت‭ ‬قيادة‭ ‬وشعباً‭ ‬هذا‭ ‬المنجز‭ ‬الديمقراطي‭ ‬المهم‭. ‬

‭ ‬بينما‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬بدأت‭ ‬خُطى‭ ‬انتخابات‭ ‬البحرين‭ ‬2022‭ ‬تتسارع‭ ‬مع‭ ‬قرب‭ ‬موعد‭ ‬الاقتراع‭ ‬الذي‭ ‬حدده‭ ‬الأمر‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬بتاريخ‭ ‬12‭ ‬نوفمبر،‭ ‬أي‭ ‬يفصلنا‭ ‬عنه‭ ‬اثنان‭ ‬وأربعون‭ ‬يوماً،‭ ‬لتتضح‭ ‬بعدها‭ ‬التشكيلة‭ ‬الجديدة‭ ‬لأعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬للفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬السادس‭.‬

ومن‭ ‬الملاحظ‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الأربعة‭ ‬الأخيرة‭ ‬تزاحم‭ ‬الأسماء‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬نيتها‭ ‬الترشح‭ ‬لانتخابات‭ ‬2022،‭ ‬معربة‭ ‬عن‭ ‬رغبتها‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬حقّها‭ ‬الدستوري‭ ‬في‭ ‬الترشح‭ ‬وازديادها‭ ‬باطراد‭ ‬ملحوظ،‭ ‬وسط‭ ‬همسات‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬سند،‭ ‬عن‭ ‬تردد‭ ‬بعض‭ ‬الناخبين‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬التصويت،‭ ‬دحضتها‭ ‬الأعداد‭ ‬الكبيرة‭ ‬للناخبين‭ ‬الذين‭ ‬قاموا‭ ‬بمراجعة‭ ‬بياناتهم‭ ‬في‭ ‬جداول‭ ‬الناخبين‭ ‬والذين‭ ‬بلغ‭ ‬تعدادهم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬178‭ ‬ألف‭ ‬مواطن‭.‬

وحيث‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬المحرّك‭ ‬الحقيقي‭ ‬للانتخابات‭ ‬هو‭ ‬هيئة‭ ‬الناخبين،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬أصواتهم‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تؤذن‭ ‬بوصول‭ ‬المرشح‭ ‬إلى‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬أو‭ ‬تمنعه،‭ ‬لذا‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المؤمل‭ ‬أن‭ ‬تتضافر‭ ‬جهود‭ ‬جميع‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬المختصة‭ ‬والأهلية‭ ‬من‭ ‬منظمات‭ ‬مجتمع‭ ‬مدني‭ ‬أو‭ ‬مجالس‭ ‬أهلية‭ ‬من‭ ‬تسخير‭ ‬كل‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬المختلفة‭ ‬لتوعية‭ ‬هيئة‭ ‬الناخبين‭ ‬بمعايير‭ ‬الاختيار‭ ‬المناسب،‭ ‬والتي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تبتعد‭ ‬كل‭ ‬البُعد‭ ‬عن‭ ‬الأهواء‭ ‬الشخصية‭ ‬والمصالح‭ ‬الخاصة‭ ‬وتُركّز‭ ‬على‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين‭ ‬عامة‭.‬

ولعل‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬المهمة‭ ‬والتي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬القلب‭ ‬مباشرة‭ ‬وتجد‭ ‬القبول‭ ‬لدى‭ ‬الكثير‭ ‬هي‭ ‬الفيديوهات‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬آراء‭ ‬الناشط‭ ‬الاجتماعي‭ ‬إبراهيم‭ ‬التميمي،‭ ‬وسأتوقف‭ ‬عند‭ ‬الفيديو‭ ‬الذي‭ ‬تحدث‭ ‬فيه‭ ‬حول‭ ‬الآلية‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬عند‭ ‬الناخبين‭ ‬لاختيار‭ ‬النائب،‭ ‬وسأخص‭ ‬بالحديث‭ ‬اختيار‭ ‬النائب‭ ‬البرلماني‭ ‬نظراً‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬دوره‭ ‬الذي‭ ‬يرتبط‭ ‬مباشرة‭ ‬بمركز‭ ‬المملكة‭ ‬السياسي‭ ‬والتشريعي‭ ‬والمالي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والثقافي‭ ‬وطنياً‭ ‬ودولياً،‭ ‬وهو‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬ربما‭ ‬يغيب‭ ‬عن‭ ‬الكثيرين‭ ‬باعتباره‭ ‬خارج‭ ‬دائرة‭ ‬اهتمامهم‭ ‬التي‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬المستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬ومتطلباتهم‭ ‬اليومية‭ ‬فقط‭.‬

يقول‭ ‬في‭ ‬رسالته‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬بعد‭ ‬ظهور‭ ‬نتائج‭ ‬انتخابات‭ ‬:2018‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬على‭ ‬نعمة‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬الذي‭ ‬أعتبره‭ ‬رمانة‭ ‬التشريع،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أن‭ ‬اختيار‭ ‬الكثير‭ ‬البعض‭ ‬للنائب‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬ذي‭ ‬العلاقة‭ ‬على‭ ‬ذي‭ ‬المؤهل‭ ‬والكفاءة،‭ ‬وهي‭ ‬ثقافة‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬موازياً‭ ‬لمجلس‭ ‬الشورى‭ ‬في‭ ‬القوة‭ ‬الكفاءة‭ ‬والخبرة‭. ‬

ولن‭ ‬يتحقق‭ ‬ذلك‭ ‬سوى‭ ‬بتغيير‭ ‬ثقافة‭ ‬ذي‭ ‬العلاقة‭ ‬بشكل‭ ‬جدي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هيئة‭ ‬الناخبين‭ ‬واستبدالها‭ ‬بذوي‭ ‬الكفاءة‭ ‬والخبرات،‭ ‬بحيث‭ ‬تمنح‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬المكانة‭ ‬والقوة‭ ‬التي‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬أدواته‭ ‬الدستورية‭ ‬التشريعية‭ ‬والرقابية‭ ‬والمالية‭ ‬عن‭ ‬دراية‭ ‬وعلم‭ ‬وتبصّر،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اختيار‭ ‬الكفاءات‭ ‬الحقيقية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬على‭ ‬المصلحة‭ ‬الشخصية‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬حقيقية‭ ‬للمواطنة‭ ‬الصالحة‭ ‬التي‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬الوطنية‭ ‬الصادقة‭. ‬

ولهذا‭ ‬الحديث‭ ‬بالذات‭ ‬دائماً‭ ‬بقية‭. ‬