معرض الرياض الدولي للكتاب أضحى أيقونة المعارض الثقافية بعالمنا العربي: حضوراً كبيراً وتنظيماً مبهراً وتنوعاً لافتاً بمناشطه الثقافية وأجنحته الجاذبة وكل عام يزداد تألقاً.

ثقافتنا وتماهيها مع منظومتنا الحضارية

معرض هذا العام تفرّد بميزات جديدة وأضحى مصدر فخر لنا يجعلنا نقول للعالم: هذا وطننا كما هو سموقه الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ها هو سموقه الثقافي المزدهر والمتماهي مع مفردات منظومته الحضاري كما هي مستهدفات قيادتنا وهدف قائد رؤيتنا سمو ولي العهد محمد بن سلمان.

المعرض والإقبال اللافت

زرت المعرض مرتين وعزف قلبي الفرح وأنا أرى هذا الإقبال اللافت من كافة شرائح المجتمع رجالاً ونساءً وأطفالاً من جميع مناطق بلادنا ومن المقيمين فيها ومن الدول الخليجية

خطاب الوفاء للرواد

لافت وجميل خطاب الوفاء من المعرض للرواد الذين حفروا الصخر بوقت صعب من أجل التأليف والعناية بالكتاب.

ففي العام الماضي تم تكريم وإقامة ندوة باسم الأديب عبدالله بن إدريس -رحمه الله - الذي توفي قبيل المعرض ووجه سمو وزير الثقافة بإضافة ندوة عنه.

وهذا العام أقيمت ندوتان: باسم الشيخ حمد الجاسر علاَّمة الجزيرة وندوة باسم الشيخ عبدالمقصود خوجه سادن الثقافة - رحمهما الله

وزارة الثقافة وحراكها الثقافي

وزارة الثقافة ممثلة بهيئة الأدب والنشر وبالدعم والتوجيه والوعي من سمو وزيرها الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود استطاعت أن تجعلنا في السنتين الأخيرتين نرفع رؤوسنا بهذا المعرض وبكافة أنماط حراكها المشهود بفضاءات مسؤولياتها الثقافية والتراثية بدءاً من خدمة تراثنا والعناية به واكتشاف كنوزه إلى الحفاوة بالثقافة أدباً ونشراً وفنوناً وغيرها مما تنهض بها هيئاتها فضلاً عن العناية بالطفل.

بين الورقي والرقمي تناغم

لا تقاطع

كنت أتأمل الحضور المتنوّع بين أروقة المعرض وابتهجت أن الكتاب باقٍ سواء بشكله الورقي أو الرقمي فالمحتوى هو الجاذب للقارئ.

وقد قلت بموضوع هو حديث كثير من الناس وطرحه برنامج «هنا الرياض» المتميز بقناة الإخبارية..

قلت حين سُئلت فيه: هلما بين الكتاب الورقي والإلكتروني صراع أم منافسة؟ فكان جوابي: أن ما بينهما منافسة لا مناكفة وأن المستهدف هو الإقبال على القراءة حسب ما يحبّذه ويرتضيه القارئ دون الارتهان لأي طبق يقدم فيه أكان عبر الصفحات الورقية أو بالشاشات المورقة.

فالمهم المحتوى وأمامنا نموذج لكتاب ورقي مؤلفه سعودي هو كتاب حياة بالإدارة لـ:غازي القصيبي -رحمه الله - طُبع ونشر داخلياً وعربياً وعالمياً أكثر من 20 طبعة وما زال يطبع.

الكتاب وأجمل خلوة

حين قالت الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي: «إن أجمل خلوة هي الخلوة مع كتاب» فهي بتقديري عنَت الكتاب بكل أشكاله فأجمل خلوة حلال تكون بين أحضان صفحاته.

ولو كان شاعر الملك عبدالعزيز ابن عثيمين بيننا لربما عدّل بيته الشهير: جعلت سميري حين عزّ مسامري صحائف أملتها العقول النوابغ ليكون «صحائف وشاشات عرضٍ لوامع»

حضور مبهج للندوات

والمناشط الأخرى

مما كان مبهجا بالمعرض هذا العام -وما أكثر الجميل فيه - تزايد الإقبال على مناشط المعرض الأخرى لاحظت ذلك بكثرة جمهور الندوات حين حضرت جزءاً من ندوة «التحديات التي تواجه دول الخليج» وحين شرفت بإدارة والمشاركة بندوة العلامة «حمد الجاسر عن جوانب غير معروفة بحياته ومسيرته»، حيث غصّت قاعة القيروان بالحضور ومن نخب ثقافية: رجاليَّة ونسائيّة تفاعلت وتداخلت بمشهد عطاء ووفاء مشرقين.

أخيراً من مؤشرات نجاح المعرض

رغبة كثيرين وخاصة من أعزائنا القادمين من المناطق الأخرى بإطالة مدة أيام المعرض للتمكن من الارتواء من جداوله ولعلَّ هذا المقترح يُدرس بالدورة القادمة ليكون أسبوعين بدلاً من 10 أيام.

وبعد للوطن ولثقافتنا بيرق

فخر نرفعه

إن فخرنا الأكبر أن الذي يقف خلف نجاح وتنظيم العمل بمعرض الكتاب وكافة مناشط وزارة الثقافة وهيئاتها كفاءات وطنية من رجالية ونسائية وُلدت وعاشت وتعلمت ما بين جدائل نخيله ورمال صحرائه وعلى ضفاف مياهه وهذا ما يحقّ للوطن ولنا ويحق لوزارة الثقافة أن ترفع «بيرق» الفخر به ونرفعه معها.