يكافح العالم من أجل مواجهة مظاهر متفاقمة للتغيُّر المناخي، وتطرف الطقس كارتفاع درجة حرارة الأرض، وتزايد معدلات الجفاف، وتصاعد الفيضانات المدمرة والأعاصير التي أضرت الأنظمة البيئية، وأثرت سلباً على سبل الحياة لعشرات الملايين من السكان حول العالم. وتعد قمة تغير المناخ «كوب 27» في مصر، فرصة لقادة العالم لمناقشة الاستجابة العالمية للتغير المناخي، ومتابعة تنفيذ تعهدات والتزامات الدول للخروج بخارطة طريق للاستثمار في تقنيات الطاقة النظيفة، والعمل على تحقيق انبعاثات صفرية من الكربون.

من المتوقَّع أن تحتلَّ مسائل التمويل المناخي، والتكيّف مع تغير المناخ، والخسائر والأضرار، فضلاً عن الشفافية، مكانةً عالية في سلّم الأولويات في قمة المناخ، فأي سياسة فعالة للتغيير المناخي يجب أن تكون متجذرة في منظور عالمي، فمن الضروري التعاون من أجل حل التحدي المناخي، والذي لا يسع أي دولة أو مجتمع أن يحلها بمفرده، إذ إنه حان الوقت لاتخاذ إجراءات طارئة للانتهاء سريعاً من استخدام الوقود الأحفوري وإنتاجه، فلا يستطيع البشر الخروج من المعاناة البيئية إذا لم تتم مكافحة التغير المناخي بالطرق الصحيحة بعيداً عن الأقوال والاتجاه للأفعال.

وغني عن القول، إن أزمة تغير المناخ لها أسباب وعوامل، ولا يتم القضاء الحقيقي عليها إلا عن طريق إيقاف الأسباب المؤدية لها، فالتكيف مع التغير المناخي سيساهم في إهمال الالتزامات البيئية المقدمة، فلو تخطى معدل زيادة درجة حرارة كوكب الأرض 1.5 درجة مئوية فإن الأرض ستشهد كوارث مفجعة، لذلك من الضروري وجود إرادة سياسية للتغلب على التحديات، فالحلول اللازمة لضمان تحقيق الحياد الكربوني في المستقبل في متناول أيدي الجميع إذا ما تم التزام الحكومات بالتعهدات وغرس القيم والمواقف والمهارات التي تؤدي إلى أنماط عادلة ومستدامة من تفاعل الإنسان مع البيئة.