يسود السودان جو تفاؤلي بقرب حل الأزمة، في ظل تقارب وجهات النظر بين كل الأطراف، بشأن الخروج من الأزمة، والتوجه إلى اتفاق، ولكن تبقى مسؤولية إنجاح الشراكة جماعية لكل مؤسسات الحكم الانتقالي، والتي ينبغي أن تعمل مع بعضها لمواجهة الصعوبات، إذ إن طريق الإجماع هو وحده الذي بإمكانه انتشال البلاد من التناحر السياسي والتردي الاقتصادي.
العملية السياسية الآن تتجه نحو التوافق، ولكن السودان لن يخرج من أزمته إلا بإرادة سياسية صادقة، فالخطوة الأولى تعد رئيسة، وهي بناء الثقة بين الأطراف، حيث إن ردم هوة عدم الثقة غير المبررة إطلاقاً بين المؤسسة العسكرية وأحزاب سياسية، ستكون بلا شك مدخلاً للاستقرار السياسي والسلام المستدام. ومن الضروري التوافق حول قواسم مشتركة يمكن أن تشكل مفرداتها منصات انطلاق قابلة للتطور نحو حل سياسي، ومن ثم صياغة وكتابة برامج ورؤى للتوافق السياسي، الذي يؤمن ويضمن الوحدة الوطنية، والسلام الاجتماعي والديمقراطي.
التوافق السياسي درع حصينة، وقاعدة متينة لنجاح الانتقال، ويحتاج لعقل سياسي استراتيجي منضبط، فهناك فرصة للسودانيين لتحقيق سلام عادل وشامل يضع الحصان أمام العربة، لينطلق قطار التنمية، انطلاقاً من الدروس المستفادة، بتجاوز الخلافات، وترسيخ التضحيات، والاتفاق حول القضايا المصيرية، فكلما زاد الوعي بالمخاطر التي تحدق بالوطن زادت نسب نجاح الحوارات.
وغني عن القول: إن رسوخ الهدف ووضوح الرؤية يحفزان المرء على بلوغ الأهداف، فهنالك حاجة لهندسة سياسية جديدة، لبناء الوطن في المستقبل، عبر برنامج وطني يلتف حوله الجميع، بكل كياناتهم وهيئاتهم وأحزابهم، حول الأفكار والنقاط والمبادئ والقضايا الوطنية، التي لا خلاف عليها.
التعليقات