الإنسانية الحقة لأي أحد منا تجعلنا جميعاً نقف بكل احترام عند أخبار فصل التوأم التي تحدث في المملكة العربية السعودية، ويأتي ذلك من قبل الفريق الطبي والذي يقوده الطبيب والجراح العالمي عبد الله الربيعة وسط البلاد في العاصمة الرياض وفق توجيهات عليا ورعاية ومتابعة شخصية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -، وقد استمرت -ولاتزال- هذه العمليات على مدى ثلاثين عاماً؛ شملت عدداً من الدول الشقيقة والصديقة في ظل فرح وابتهاج عالمي مع كل عملية تنجح وتأتي نتائجها على أكمل وجه.

يتفق الجميع من متخصصين أو مهتمين أو حتى متابعين على صعوبة وحساسية هذه العمليات والتي يقوم بها الدكتور عبدالله الربيعة وفريقه الطبي، ولكنها مهارة تميز بها الدكتور وموهبة قد منحها الله له ليكون متخصصاً بها حيث أجرى أول عملية فصل توءم عام 1990 بتوءم سيامي سعودي ملتصق في منطقة البطن، وبعد نجاح العملية توالت عمليات فصل التوائم في المملكة العربية السعودية، وتستغرق العمليات ما يزيد على 15 ساعة وأكثر من ذلك ساعات متواصلة من العمل دون توقف، وبعدها بدأت العمليات تتوالى من داخل المملكة وخارجها، جميعها -ولله الحمد- والشكر تكللت بالنجاح، وكثير منهم عادوا إلى المملكة العربية السعودية من أجل لقاء الدكتور الربيعة، وبين وفترة وأخرى نشاهدهم في وسائل الإعلام وقد كبروا وهم يمارسون حياتهم الطبيعية الاجتماعية والعملية والعلمية، وآخر هذه العمليات ما حدث هذا العام في 12 يناير 20 للتوءم العراقي، والتي تكللت بالنجاح وشهد على ذلك كل العالم.

تاريخ البرنامج السعودي لفصل التوأم هو 120 حالة، وفصل لـ50 توءماً من أكثر من 20 دولة من ثلاث قارات على مدة 30 عاماً قام بها الفريق الطبي في كل من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني، وهي تلخص الخير الإنساني الذي أنعم الله به على المملكة العربية السعودية من أجل خدمة الإنسانية والمساهمة في حياة جديدة ينعم بها التوأم في عمل كبير وأمل جديد، ونحن نشد على سواعد الفريق الطبي والذي يقوده عراب فصل التوأم الدكتور الربيعة، والذي وجد في توجيهات القيادة واهتمامهم ورعايتهم فضاء العطاء الذي لا ينضب في سابقة سعودية، كما هي دائماً المملكة وطن "الإنسان أولاً".