أفلام العنف والرعب والإجرام لها جمهورها، وهذه حرية شخصية، بعض هذه الأفلام التي محورها الإجرام تستند إلى قصص حقيقية وهي تتعرض للنقد من قبل المتضررين من هذه الجرائم، النقد يرى أن هذه الأفلام هي استغلال للمأساة من أجل كسب المال، ويطرح النقد هذا السؤال: ما جدوى عرض هذه الأفلام أو المسلسلات، وكيف يتحول من يجسد دور القاتل إلى نجم تلاحقه الجماهير، وربما يفوز بجائزة الأفضلية في التمثيل.. هل قصص الإجرام الحقيقية التي تعرض من خلال الأفلام والمسلسلات عمل غير أخلاقي؟ البعض وخاصة من أقارب الضحايا يجيبون بنعم على هذا السؤال لأنها في نظرهم إعادة للمأساة.

موضوع جدلي أميل فيه إلى رأي المعارضين لأني لست من محبي مشاهدة أفلام الجرائم والرعب سواء كانت حقيقية أو مجرد تمثيل، الذين لا يعارضون هذا النوع من الأفلام ربما ينظرون لها من زاوية أخرى إيجابية، تتمثل في تنبيه الناس وتوعيتهم وتذكيرهم بأهمية الأمن، وكيفية التعامل مع السلوك العدواني، كما تتضمن - حسب رأيهم - أيضا دروسا في القانون والتعرف على أنظمة المجتمعات.

المشكلة التي تنتج عن هذه الأفلام تتمثل في تأثيرها السلبي على الأطفال، كان النظام في زمن ما قبل التقنية يشير إلى الأفلام غير المناسبة للأطفال ويحدد العمل المسموح به للمشاهدة، أما اليوم فالأفلام والمسلسلات من كل نوع أصبحت في جيب الطفل، وأصبح التحدي مسألة تربوية وإعلامية وثقافية، صحيح أن أخبار الجرائم تعلن في نشرات الأخبار لكن الإنسان يتساءل أيهما أكثر خطورة، نشرها في الأخبار أم إعادة عرضها في الأفلام؟

أليست بعض الأفلام تعمل على صناعة عنف وجرائم ورعب أكثر خطورة مما يجري في الواقع، ألا يوجد معايير تربوية تحكم صناعة الأفلام؟!