عالم الإعلام عالم ممتع متعب متنوع متجدد ومؤثر. عالم لا ينام. عالم سياسي واقتصادي وتربوي واجتماعي ورياضي.

عالم يجمع بين العلم والفن، عالم متطور في تقنياته وأساليبه.

عالم فتح المجال عبر بوابة التقنية لمشاركة الجميع حيث تحول المتلقي إلى مرسل وأصبحت مقولة الإعلام سلاح ذو حدين أكثر وضوحا، وأصبح تأثير الإعلام أقوى من ذي قبل.

أطرح في هذا المقال بعض الخواطر أو الأفكار الإعلامية تمثل اجتهادات فردية لعلها تضيف ما يفيد أو يؤهلها للنقاش.

على مستوى الجهات ذات العلاقة ومستوى المؤسسات الأكاديمية، والمهتمين بهذا المجال.

_ من أهداف الوزارة الجميلة تعزيز الانتماء والوطنية

ولعل من المناسب تعزيز الأساليب المتبعة في هذا المجال باستخدام أساليب جديدة غير مباشرة. المناسبات الوطنية مثل يوم التأسيس، واليوم الوطني، ويوم العلم، يصاحبها فعاليات احتفالية جميلة متنوعة. من المهم استثمار هذه المناسبات في التعريف بالمنجزات والاحتفاء بالمنجزين وتكريمهم على المستوى الوطني من خلال تنظيم لقاءات سنوية برعاية القيادة العليا تتزامن مع إحدى المناسبات الوطنية ممكن أن تكون تحت مسمى (جائزة الوطن) ويتم فيها تكريم وتقدير المنجزين والمبدعين من الأفراد والمؤسسات في كافة المجالات، وتكون وزارة الإعلام هي الجهة المنظمة. (مشروع جائزة الوطن / جريدة الرياض / 1 رمضان / 1433).

الخطاب الإعلامي الخارجي، والحاجة إلى نقلة نوعية تطويرية في هذا المجال.؟ هل وجود قناة إعلامية ثقافية

دولية بلغات أجنبية مشروع له أولوية ويستحق النقاش.؟

أعتقد أن مكانة المملكة الدولية المتميزة الدينية والاقتصادية والسياسية تتطلب وصول صوتنا وفكرنا وثقافتنا وتاريخنا وإنجازاتنا إلى المتلقي في كل مكان، كتبت في مقال سابق: إن المرحلة التي تمر بها المملكة وهي مرحلة تغيير وتطوير في كافة المجالات من المهم أن يواكبها قناة ثقافية تبرز مكانة المملكة بالأساليب الحديثة وتوصل تاريخنا وحضارتنا ومشروعاتنا وجغرافيتنا ودورنا الثقافي والإنساني إلى عالم غارق في بحر الأخبار والأحداث السياسية. النجاح المبهر في التنظيم ومستوى الخدمات لفريضة الحج على سبيل المثال هو إنجاز متميز مستمر لا يتوقف عن التطوير ويستحق أن يصل للجميع من مسلمين وغير مسلمين ليس للتفاخر وإنما لإيصال الرسالة العميقة للحج والتعريف بما تقدمه المملكة من خدمات.

_ قرأت في موقع الوزارة أن الوزارة تعمل على عدة أهداف منها (القدرة على التصدي للهجمات الإعلامية المستمرة من الخارج) أعتقد أن هذه العبارة غير مناسبة ويمكن الاكتفاء بفقرة أخرى في الموقع نصها (مواجهة المعلومات المغلوطة عن المملكة.) وفقرة أخرى نصها (التعبير عن إنجازات المملكة ودورها الإيجابي في كافة المحافل والمناسبات الإقليمية والدولية). والفقرة الأخيرة مهمة جدا ومؤثرة في استخدام القوى الناعمة للمملكة وهي كثيرة بديلا للخطاب الإعلامي الإنشائي، وتكون التقارير العلمية عن المملكة أحد الأساليب المتبعة في نشاطنا الإعلامي لما لها من جاذبية وتأثير بحكم مصداقيتها الموثقة. هناك حاجة لتقارير عن التنمية الشاملة في المملكة بلغات عالمية.

_ استقطاب كفاءات إعلامية وطنية جديدة للعمل الإعلامي بشكل عام والعمل الميداني داخل وخارج المملكة.

المواهب متوفرة في المجال الإعلامي وتنتظر الفرص والتدريب والممارسة، وقد كشفت وسائل التواصل عن بعض هذ المواهب.

_ تجديد الخطاب الإعلامي وتطويره نحو الأساليب الحديثة، ومخاطبة العالم بلغة الحقائق والأرقام، لغة

الأعمال والإنجازات. الدعم الإنساني على سبيل المثال الذي تقدمه المملكة للإنسان في كل مكان دون تمييز، من المهم إبرازه وأن يصل إلى المتلقي الداخلي والخارجي من خلال التقارير المهنية وليس من خلال الخطاب المباشر.

ومن الوسائل المناسبة في هذا المجال إنتاج الأفلام الوثائقية بلغات عالمية تحكي ملحمة التنمية الشاملة في المملكة ودورها الإنساني المتميز.

_ الانتقال إلى عالم الإعلام الجديد ليس من حيث التقنيات فقط ولكن الانتقال أيضا إلى فكر إعلامي جديد. الصورة الذهنية للمملكة على مستوى العالم يجب أن تتفق مع مكانتها العالمية وما وصلت إليه من تقدم في كافة المجالات، المحافظة على صورتنا القوية المؤثرة تكون بالتركيز على الفعل الإعلامي وليس رد الفعل، تكون بالتواصل العلمي والمهني والثقافي مع العالم بكفاءاتنا وقوانا الناعمة، تكون بالعمل الإعلامي الاحترافي واللغة التي تقدم الحقائق فتكون إنجازاتنا هي التي تتحدث.

_ عالم اليوم لا يتعرض لهجمة المخدرات فقط بل يواجه خطرا جديدا هو الترويج للممارسات الشاذة المتمردة على القيم والفطرة الإنسانية. هذا الخطر يمثل تحديا أمام المؤسسات الإعلامية لحماية المجتمعات من هذا الوباء ويتطلب العمل التكاملي مع الجهات ذات العلاقة مثل وزارة التعليم. ومن التحديات أيضا كيفية التعامل الفعال للحد من آثار المحتويات السلبية في المواقع والمنصات المختلفة.

_ الإعلام الرياضي، كيف يتطور ويقنن وينقى من التعصب.؟ هذا الإعلام بواقعه الحالي يشكل نقطة ضعف واضحة في المنظومة الرياضية ولا يواكب ما تمر به المملكة من تطور في كافة المجالات بل هو تشويه ومناقض لهذا التطور. كتبت عن الإعلام الرياضي والتعصب الرياضي عدة مقالات في جريدة الرياض أتمنى أن يتوفر لمعالي وزير الإعلام الوقت لقراءتها وخاصة المقال الذي تضمن مقترحات لتطوير الإعلام الرياضي وحمايته من التعصب الرياضي وهو بعنوان (الإعلام الرياضي، مقترحات للتطوير) ومقال آخر بعنوان (لجنة لتطوير الإعلام الرياضي).

أعتقد أن الإعلام الرياضي هو أحد مسؤوليات وزارة الإعلام وهو بحاجة ماسة إلى التطوير ليس لتنقيته من التعصب فقط ولكنه بحاجة إلى تطوير يشمل كل تفرعاته الفنية مثل النقل التلفزيوني والإخراج والتعليق وغيرها وخاصة في رياضة كرة القدم ذات الشعبية الجارفة على مستوى العالم.