فرحتُ كما فرح الجميع باستضافة بلادنا الحبيبة لإكسبو 2030 لكن لم يلفت نظري الفوز نفسه، وإنما عدة أشياء أخرى تكمل في مجملها إطار صورة السعودية 2023.

أولها: أن اختيار المملكة اليوم لتنظيم هذا الحدث جاء بعد نحو 172 عاماً، من تنظيمه لأول في لندن عام 1851م، كما أنها ستكون المرة الثانية التي يقام فيها هذا الحدث في الشرق الأوسط، بعد استضافة دبي لمعرض إكسبو 2020م.

الأمر الثاني: أن المملكة انتزعت هذا الحدث من بوسان الكورية الجنوبية، وروما الإيطالية، وكل منهما له تاريخ سياسي واجتماعي اقتصادي عريق ممتد لآلاف السنين، لكن المملكة التي توحدت باسم "المملكة العربية السعودية" عام 1932م حصدت 119 صوتاً مقابل 29 لبوسان و17 لروما، أي أنها فازت بثلثي الأصوات الـ165، حسب نتائج المكتب الدولي للمعارض، وقال الأمين العام للمكتب ديمتري كيركنتزيس: إن السعودية فازت بمعرض إكسبو 2030 بشكل حاسم وساحق.

والثالث: أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان وجه الشكر الجزيل لـ130 دولة، وثقوا بملف الرياض وأيدوه لاستضافة إكسبو 2030، وهو ما يعني التأكيد الدولي القوي لدور المملكة الريادي والمحوري، والثقة الدولية التي تحظى بها، والذي يجعل منها وجهةً مثاليةً لاستضافة أبرز المحافل العالمية، والذي يُعد معرض إكسبو واحداً منها.

والرابع: تلك الفرحة العارمة التي عمت الدول الخليجية، وكثير من الدول العربية، حتى أن إشاعات خرجت من الكويت الشقيقة تقول إن الدولة منحت موظفيها إجازة بمناسبة فوز المملكة باستضافة المغرض، وهي إشاعة تنم عن مدى المكانة التي تحتلها المملكة في قلوب أشقائنا بالخليج، وأصدقائنا العرب.

والخامس: أن هذا الفوز يأتي بعد انطلاقة الرؤية الطموحة 2030 ويتزامن مع الاحتفال بها، كما هي عادة المعرض في الدول التي استضافته، فقد بُني برج إيفل في باريس بمناسبة معرض "إكسبو 1889"، ومعلم "أتوميوم" في بروكسل بمناسبة "إكسبو 1958، و"الإبرة الفضائية" في سياتل بالولايات المتحدة بمناسبة "إكسبو 1962".

والسادس: منذ أن أعلنت السعودية نيتها استضافة مونديال 2034 لكرة القدم ازدادت حملات التأييد والمساندة من قبل الاتحادات القارية والإقليمية والوطنية على مستوى العالم للمملكة، وبحسب آخر إحصائيات الزميلة «الشرق الأوسط»، في أكتوبر 2023م فإن عدد الاتحادات الوطنية التي دعمت السعودية في طريقها للترشح لاستضافة كأس العالم قارب 91 اتحاداً وطنياً على مستوى العالم من أصل 211 مسجلاً في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وإذا ربطنا هذا بالتأييد الذي حدث مع "إكسبو" لرأينا إلى أين وصلنا.

والسابع: في أكتوبر الماضي 2023م أعلن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن إطلاق بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، وهو الحدث الأكبر من نوعه على مستوى العالم، الذي تنظمه السعودية في الرياض سنوياً ابتداءً من صيف العام 2024، وهو مع "إكسبو" يكمل سلسلة لا تنتهي من صورة مشرقة لبلادنا الفتية الشابة، تعمل في عهدها الجديد على تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتنويع الاقتصاد، وتعزيز قطاع السياحة، وتوفير الفرص الوظيفية بمختلف القطاعات، وتقديم ترفيه عالي المستوى للمواطنين والمقيمين والزائرين على حد سواء، وتعزيز مكانتنا الدولية، فضلاً عن تحويل الرياض إلى "معرض فني مفتوح بلا جدران" كما قال الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض، الأستاذ فهد الرشيد.

وبإمكانكم أن تكملوا النقاط والملاحظات إلى ما لا نهاية، لأن السعودية في هذا العهد الزاهر تعيش بفضل الله مرحلة ازدهار لن تنتهي بإذنه إلى أن تقوم الساعة، "واصلي يا بلادي واصلي والله معاكي واصلي".