نعيش اليوم - نحن المواطنين - في المملكة العربية السعودية نجاحات متعددة على المستوى الوطني، ضمن دولة عصرية حديثة متقدمة، وهي انعكاس وتفسير مباشر للمستهدفات الطموحة والواقعية التي وضعتها رؤية 2030، وعرابها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في بناء دولة تنموية تتناسب مع أهميتها العابرة للحدود.

بلادنا - على سبيل المثال لا الحصر - ستستضيف معرض "الرياض إكسبو 2030"، وستنظم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034، وغيرها من المناسبات والأنشطة العالمية الكبيرة المقبلة، رياضية، وثقافية، وتقنية، واقتصادية، وسياحية.. التي تؤكد في مضامينها على مركزيتها الإقليمية والدولية، وتحولها إلى وجهة للزائرين والسياح من كافة أنحاء العالم، فضلًا عن التطور التنموي الذي تشهده كافة مناطق ومدن مملكتنا الغالية. كل هذه التحركات التي تقوم بها الحكومة اليوم لها قيمة إيجابية كبيرة في مسألة تنويع الدخل الاقتصادي، وتعظيم المحتوى المحلي، ورفع مستوى جودة الحياة إلا أنه من المهم علينا في المقابل - مواطنين ومقيمين - الالتفات إلى بُعد نوعي، متمثل في "الرقي بالسلوكيات البلدية أو الحضرية" التي لا تقل أهمية عن المضامين السابقة، فهي باختصار واجهة البلد الحقيقية أمام "الملأ العالمي" والرسالة البارزة التي ستعكس أنماط الصور الذهنية الإيجابية عن بلادنا.

المقدمات السابقة، مركز مهم للتأكيد على الجهود المؤسساتية التي تقوم بها وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان والمنظومة البلدية بشكل عام، في مسألة رفع الوعي الوطني في التعامل مع مظاهر التشوه البصري وفق قاعدة عمل إيجابية تكمن في أن "جميع مدننا السعودية غالية علينا"، فالمسألة هنا لا كما يتصور بعضهم قائمة على التشريعات والقوانين والأنظمة - وإن كانت مهمة - بل على المواطنة الحقيقية في التعامل مع مختلف التشوهات البصرية؛ لأننا في مرحلة من التطور المستدام، تتطلب منا جميعًا بذل أكبر جهد على مستوى الجهات الرسمية والأفراد لرفع تشوهات مدننا السعودية، التي تظهـــر في البنى التحتية أو النســـيج العمراني، الذي تهالك عن حالته الأصلية أو يخالف الأنظمة واللوائح. في ظل ارتفاع السقف التنموي السعودي، نحن بحاجة ماسة لأن يكون المواطن والمقيم في هذه المرحلة بمثابة "حارس البوابة البلدي" للارتقاء بجمالية مدينته الغالية التي يقطن فيها، من خلال القيام بمهمته الاجتماعية في التعامل مع جميع أشكال التشوهات البصرية، والتعامل بمسؤولية في هذا الاتجاه.

من المسؤوليات الكبيرة على عاتق وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، تحقيق رؤية السعودية 2030؛ من خلال تعزيز مكانة مدننا الســـعودية في ترتيب أفضل المدن العالمية، وهذا فعليًا لن يكون إلا بالارتقاء بجودة الخدمات المقدمة وتحســـن المشهد الحضري فيها، وهو في الواقع جهد ليس بالسهل وليس بالمستحيل، وهو ما يتطلب منا جمعيًا - أفرادًا ومؤسسات - التعاضد مع الوزارة وأجهزتها التنفيذية في أمانات المناطق والمدن، لإزالة كل ما يشوه عناصر مدننا البصرية، وذلك من خلال تفعيل مبدأ الرقابة الذاتية، والإبلاغ عن أي مخالفات للتشوه البصري عبر تطبيق "بلدي" بهدف أنسنة مدننا، وتحقيق الوصول إلى مدن حضرية خالية من التشوهات، ومعالجة آثارها وتصحيح السلوكيات المرتبطة بها، ورفع الوعي حول أهمية الحفاظ على المرافق العامة في كل مدينة سعودية، لأنها باختصار "غالية علينا" جميعًا.. دمتم بخير.