- عندما تريد الكتابة عن مكان كالعلا، هل ستكتب عن التاريخ ام المستقبل ام عن هذه الحيوية التي تعيشها المدينة هذه الأيام وفيها تُرسم مشاريع كبرى قادمة، أم عن مكان له أصالته وجغرافيته وشخصيته.
- كنت في زيارة للمدينة العريقة المختلفة، زيارة يختلط فيها تاريخ عريق، بجغرافيا قل ما تجد لها نظيراً، والى حيوية تعيشها المدينة، وخبرات تسهم في رسم علامات التميز، معظم المشاريع تبنى على الثقافة والفنون واستقطاب العارفين والمتخصصين والعلماء والباحثين في مجالاتها، والتاريخ والأوجه الأخرى التي يمكنها رسم علامات تنفتح على كل ما هو إبداعي ومختلف، تتداخل الاهتمامات، التاريخ بالأرض وبالناس، بالزراعة والفن والابداع.
- حرصت على التعرف على كل ما يمكن، ومن المواقع المختلفة جبل عكمه بنقوش وكتابات أكثر من حضارة، الحجر او مدائن صالح والتي رسمت تاريخا، جبل اثلب وجبل الفيل وغيرها، الأرض الخصبة بمنتوجاتها الزراعية أبرزها شجرة النخيل التي تملأ المدينة وفي كل أطرافها، وأرجاء المدينة تكتظ بالمشاريع الصغيرة والكبيرة، شوارع على جوانبها تباع منتوجات العلا اليدوية والزراعية، والاستعراض الفولكلوري لفرق شعبية.
- الفن علامة بارزة في العلا ابتداء بالمشاريع التي تتبنى الاهتمام بالفنون عامة والفنون المعاصرة خاصة، هناك وفي احد المواقع عمل ضخم هو «المرايا»، يمكن تصنيفه ضمن الاعمال المعاصرة يعكس جمالا يستسقيه من محيطه الجبلي، في احدى الليالي كانت السماء ونجومها برنامجا تحدث فيه احد المهتمين المتخصصين عن حركة الكواكب والنجوم، كان مشهداً مهاباً والنجوم تملأ السماء وتُرى بالعين المجردة، زرت في العلا أحد فنانيها «الرسامين» وهو خالد الملوقي، وقد تعرفت على أعماله التي توثق مظاهر مختلفة من مدينته والمملكة.
- في العلا الكل يركض الى الابداع والفن الذي يملأ المكان، الكل يجد التشجيع والدعم، لمستقبل يؤكد ان هذه المدينة بكل مشاريعها واهتمام الدولة عندما أنشأت «هيئتها الملكية» ترسم مستقبلاً مضيئاً، مشرقا، سيضعها في مصاف المدن العالمية «المختلفة».
مدينة العلا في تميزها واختلافها يلتقي فيها التاريخ بالجغرافيا بالفن والإبداع والمعرفة والانفتاح والطموح.