في بلادنا سلاسل من الجبال وتضاريس مختلفة في جميع المناطق وأقصى ما يفرحنا حينما نشاهدها خضراء بعد هطول الأمطار. وما كنا نعتقد أن هذا الفرح سيزداد لو اكتشفنا ما تحتوي عليه هذه الأرض من كنوز تضاهي أهمية النفط الذي اكتشف في وقت مبكر، وأصبحت السعودية أكبر منتج ومصدر إلى يومنا هذا، بل إنها من تحافظ على توازن سوق الطاقة عالميا. تؤكد ذلك اجتماعات الدول المنتجة والمصدرة للبترول التي يقف فيها الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة مدافعا عن استقرار السوق وعدالة الأسعار.

وبما أن هذا المقال عن قطاع التعدين بمناسبة انعقاد مؤتمر التعدين الدولي الذي اختتم اجتماعاته الخميس في مدينة الرياض، فإن أول ما يجب التذكير به هو قول الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في حوار أجرته معه وكالة "رويترز" 2017: "إن كثيرا من المعادن في السعودية لم يتم استخراجها والاستفادة منها، مؤكدا أن نسبة ما لم تتم الاستفادة منه حتى الآن قد تصل إلى 95 في المائة"، ومعنى ذلك أن هذه الجبال الشامخة -باطنها وظاهرها- تضم الخير لبلادنا، والأهم من ذلك أن رجل الإنجاز قد وجه بعد تصريحه بالعمل على اكتشاف هذه الكنوز وفق خطط محددة الأهداف والتواريخ، ونتج عن ذلك أن شهد قطاع التعدين في السعودية حراكا سريعا في أقل من ثلاثة أعوام كما قال بندر الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية، ورفعت السعودية تقييمها للثروات المعدنية غير المستغلة 90 في المائة إلى أكثر من تسعة تريليونات ريال، وجاء ارتفاع هذا الرقم بعد اكتشاف نحو 30 في المائة من منطقة الدرع العربي فقط. من جانبه توقع ياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة أن يرتفع الطلب العالمي على المعادن ست مرات بحلول 2040. وأضاف أن التعدين يشكل فرصة لكل الاستثمارات والصناعات الحديثة ومنها السيارات الكهربائية، وأكد أن الطلب سيزداد على المعادن للحصول على طاقة نظيفة، وهكذا فإن اكتشاف المعادن على امتداد بلادنا سيشكل دعما كبيرا للصناعة الوطنية التي بدأت تصدر إلى مختلف الأسواق العالمية عن طريق توفير بعض مواد الخام لعدد من الصناعات، كما تشكل مجالا جذابا للشباب السعوديين المقبلين على المهن الجديدة، خاصة في مجال الصناعة بعد توفير التأهيل والتدريب اللازم للشباب والفتيات على حد سواء، كما ستكون مجالا لجذب الاستثمارات المحلية والدولية في هذا القطاع الاستثماري المهم.

أخيرا، تأخر استثمارنا للغاز الذي كان يحرق في الهواء ثم أصبح الآن مصدرا من مصادر الدخل المهمة. هكذا فإن بلادنا تزخر بالكنوز التي نثق أن القيادة وفق رؤية 2030 تدرك أهميتها وتعمل على استخراجها لدعم عملية التنمية الشاملة في عهد الإنجازات الذي اتسم بتنويع مصادر الدخل بعد أن كان معتمدا على البترول فقط.