على مستوى العالم، يشارك طفل من بين 10 أطفال، بعمر 5 سنوات فما فوق، في عمالة الأطفال المحظورة، أي ما يعادل 160 مليون طفل، على الرغم من تطمينات الـ«يونيسيف» عام 2021، أنه حدث انخفاض في هذا العدد بين عامي 2000 و2020 بمقدار 85 مليوناً. ليس كل الأطفال العاملين يتقاضون أجراً، وهو دولار واحد في اليوم. والرقم 160 مليون طفل، لا يشمل الأطفال المشردين، بسبب الانفصال الأسري أو النزاعات والحروب، ما يرفع الرقم عدة ملايين إضافية.

بمقابل هذا المشهد الذي يؤلم قلب كل إنسان سويّ، وبما يزيد الطين بلة، أن الأطفال الذين يفترض أنهم أفضل حالاً من غيرهم، ممن يتلقون مزايا نقدية «للحماية الاجتماعية»، لا تتعدى نسبتهم 26 %. أما باقي الأطفال فلهم الجوع والمرض والتخلف، ثم الموت انتظاراً. يا لها من أرقام لو اطلع الإنسان عليها لملئ منها رعباً، وأسفاً على عالم لا ندري إلى أين ذاهب؟

وإذا ما تعمقت في هذا البحث المأساوي حول الأطفال، لمعرفة الإنفاق عليهم إلى حين اشتداد عودهم، ليستطيعوا التعبير عن حاجاتهم أو طلب الحماية، لوجدت أنه على مستوى العالم، لم يتعدّ الإنفاق الإجمالي على الأطفال 1.1 % من الناتج الإجمالي للدول، وهذه النسبة لا علاقة لها بالقارات المُستفقرة، «تلك التي جرى إفقارها الممنهج منذ عصر الاكتشافات الجغرافية في القرون 15 حتى 17 وأولها أفريقيا»، فهي لا تتعدى نسبة إنفاقها على الحماية الاجتماعية لأطفالها 0.4 %.

وفي غمرة انتظار العالم، مرتاباً ومتفائلاً، تحقيق هدف 16.2 في خطة عام 2030 الأممية، لتحقيق رؤية نبيلة بـ«التزام العالم بإنهاء جميع أشكال العنف ضد الأطفال» وتوفير التعليم والصحة والتغذية لهم، نقول: إننا في صميم الضارعين لربهم في هذا الشهر الفضيل، رمضان المبارك، أن يتوقف قتل الأطفال والنساء في مناطق الحروب، بلا استثناء، فهم مستقبلنا.. مستقبل البشرية.