أتذكر تماماً تلك الأيام البعيدة من عام 1997، عندما عرض الفيلم الأسطوري «تيتانيك».
فقد شاهدت الفيلم في السينما ست مرات متتالية، كنت ضمن الملايين الذين وقعوا في غرام ذلك الفيلم وبطليه: كيت وينسلت وليوناردو دي كابريو، اللذين قدما أداءً أسطورياً في هذا الفيلم الذي يعد إحدى أساطير هوليوود بعدما وصلت إيراداته حول العالم أكثر من 2.15 مليار دولار، بينما تكلف إنتاجه 200 مليون دولار، وحاز 11 جائزة أوسكار.
كل هذا نقل بطلي الفيلم إلى منطقة أخرى تماماً من الشهرة والثراء والانتشار، ولكن ليس من السعادة كما اتضح من تصريحات بطلته وينسلت، التي قالت في أحد اللقاءات:
«كنت ممتنة بالطبع، وكنت صغيرة (كان عمرها 22 عاماً)، وتمكنت من الحصول على شقة، لكنني لم أرغب في أن يلاحقني أحد، لقد شعرت أنه يجب عليّ أن أبدو وأتصرف بطريقة معينة، ولأن تطفل وسائل الإعلام كان كبيراً جداً في ذلك الوقت، فقد كانت حياتي غير سعيدة إطلاقاً».
اليوم وبعد 27 عاماً وهي في الخمسين من عمرها تقول كيت وينسلت: «إن كلمة الشهرة أصبحت «سخيفة»، ولم أعد اعتبرها «عبئاً» بعد الآن». لقد أنضجتها السنوات والكثير من الأفلام والشهرة، وغادرت تلك الشابة ذات الـ22 ربيعاً. إن الشهرة اختبار لا يمكن أن يحتمله هذا العمر الغض، وتحديداً في دوائر هوليوود الشرسة.
تحتاج الشهرة للكثير من الوعي والنضج والتوازن، ويحتاج المشهور إلى عدد من المخلصين والمستشارين الذين يحمونه من نفسه، ومن وحش الشهرة، خاصة حين يكون في سن صغيرة، وحين تتدفق عليه الأموال بلا حساب، فكثير من نجوم هوليوود وقعوا في شباك الشهرة، وتحولوا إلى ضحايا المخدرات، وانتهى بهم الأمر مقتولين في ظروف غامضة.
صحيح أن المشهور يحظى بمعاملة خاصة أينما كان، ويتم الاحتفاء به، وتتدفق عليه الثروة، وقاعدة المعجبين العريضة، لكن ذلك كله يكون مترافقاً مع قيود، في مقدمتها أن المشهور لا يستطيع فعل الأشياء التي يفعلها الآخرون ببساطة، إنه تحت الأضواء دائماً، بينما حياته وخصوصياته وأفكاره وعلاقاته وصوره مشاع للجميع، فأي بؤس هذا؟!.
التعليقات