مؤشرات اقتصادية مهمة عدة ترافق الاكتتابات العامة الأولية، التي كشفت عنها حكومة دبي نهاية العام 2021، لإدراج 10 شركات مملوكة للحكومة، تم طرح 6 شركات منها خلال عامين تقريباً.

فاللطرح العام الأولي مفهوم عام يتمثل في استقطاب الأموال، توسيع قاعدة المستثمرين في الأسواق المحلية، تعزيز أحجام وحركة التداول في الأسواق المالية، ثم زيادة الشفافية والحوكمة والتنافسية للشركات. ومع تملك العموم لجزء من رأس المال، تشتد المحاسبة بحسب أداء الشركة عبر شراء أو بيع الأسهم، بذلك ترتفع أو تتراجع القيمة السوقية للشركات التي تدرج في الأسواق المالية.

وبعيداً عن الظاهر والمعلوم، للطروحات العامة الأولية عمق اقتصادي ودلالات تتخطى المفهوم الاستثماري العام.

الثقة أولاً: نجاح الاكتتاب العام الأولي يرتبط بشكل وثيق بالثقة التي يمنحها المستثمرون للدولة والشركة وسوق المال. وقد حققت دبي أرقاماً مذهلة حيث تم تغطية كل طرح قامت به بأكثر من الأسهم المطروحة بعدة مرات.

وفي أحدث مثال على ذلك، فقد تم تغطية اكتتاب شركة «باركن» وهي أكبر مزود لمرافق وخدمات مواقف المركبات المدفوعة في دبي بنحو 165 مرة لكافة الشرائح المخصص لها الطرح، ليجمع الاكتتاب نحو 259 مليار درهم ( 71 مليار دولار) لنسبة 25% من أسهمها. أما القيمة الفعلية التي ستحتفظ بها الشركة فستبلغ نحو 1.57 مليار درهم (429 مليون دولار) بأرقام تدل بوضوح على حجم الثقة والطلب على أي اكتتاب تقوم به دبي.

ثقة بالاقتصاد لناحية الأرباح التي ستحققها الشركة بظل النمو الجيد المحقق على مدار السنوات الماضية والمتوقع أن يستمر قوياً.

ثقة بالحكومة التي تدير الاقتصاد بنجاح بالرغم من كل الأزمات والتقلبات في المنطقة، ما جعل من دبي ملاذاً اقتصادياً وأمنياً وإنسانياً آمناً.

وثقة بالشركات الحكومية التي أثبتت عبر السنوات قدرتها على التوسع وتحقيق الأرباح، والنجاح ما جعل المستثمرين يتهافتون للمشاركة فيها.

خلق فرص عمل وتعميق الاقتصاد: جذب رأس المال وضخّه في الشركات المنتجة والعاملة في القطاعات كافة، يعطي الشركة دفعاً للتوسع، تطوير وتنويع أعمالها، ما يعني مباشرة زيادة التوظيف وخلق فرص عمل جديدة تنعكس بدورها على الدورة الاقتصادية، من ناحية السكن والإنفاق، فيما يشكل الإنفاق ركيزة أساسية في النمو الاقتصادي للدول.

تنافسية عالمية: يعطي دخول المستثمرين المحليين والأجانب في ملكية الشركات والتداولات بأسهمها في الأسواق المالية بعداً عالمياً، حيث يسلط الضوء على أداء الشركة فيجعل متابعتها محط اهتمام يتخطى حدود الدولة التي تعمل فيها ليشكل كل اكتتاب جديد محطة لتعريف العالم على تميز شركات دبي، خاصة الحكومية منها التي تعكس أفضل صورة للأداء والإدارة الحكومية للعمل في القطاع الخاص.