حذرت الهيئة العامة للنقل من ممارسة نشاط نقل الركاب دون ترخيص وأن غرامتها ٥ آلاف ريال، وأطلقت حملة توعوية مشتركة بالتعاون مع وزارة الداخلية وبرنامج ضيوف الرحمن والنيابة العامة والهيئة العامة للطيران المدني وشركة مطارات القابضة شعارها: «لا تركب مع غير المرخص» !
المقصود هنا «الكدادة»، ولو كنت من الهيئة لجعلت الشعار لا تركب مع الكدادة ليكون أكثر صراحة ووصولاً للعامة، أما غرامة الـ ٥ آلاف ريال فهي غرامة قديمة، وأتمنى أن تصرح لنا الهيئة أو أي جهة مسؤولة كم مرة طبقت وكم ناقل غير مرخص غرم بها حتى نقيم فاعلية الرقابة على المخالفين ؟!
فالحاصل أن الكدادة يمارسون نشاطهم عند أبواب المطارات في العلن، ويحاصرون المسافرين القادمين من رحلاتهم الدولية والداخلية بشكل مزعج، ولا يجدون أي رقابة أو محاسبة !
سيقول قائل لماذا تحاربونهم في رزقهم، فأقول له إن نشاطهم يكون على حساب ومصلحة من أنفقوا أموالهم في استثمار وشراء سيارات الأجرة، والحصول على رسوم تراخيص تشغيلها والتسجيل في تطبيقات النقل التي تقتطع منهم عمولات هذا التسجيل، وينتظرون أوقاتاً طويلة في أماكنهم المخصصة لخدمة راكب، وبالتالي فإننا نحمي رزق من اختاروا العمل النظامي وهو واجب كل الجهات التنظيمية والأمنية المختصة، كما أن الحد من نشاط الكدادة هو أمني بالدرجة الأولى لمنع الركوب مع مجهولين !
وفي مقال سابق كتبته عن ظاهرة الكدادة السلبية في بعض المطارات الرئيسية، جاءني الرد أن تطبيق العقوبات يتطلب تعاون عدة جهات ويلزمه ضبط المخالفة أثناء ارتكابها، وهذا يعني مطاردة سيارات الكدادة في الطريق واعتراف الراكب بأنه دفع مالاً مقابل ركوبه، وهذا في مجتمعنا يصطدم بعاطفة جياشة مع طالبي الرزق تجعلهم يفلتون من العقوبة، فبعض الركاب عندنا جزء من المشكلة، فمن يمنحون سائقي تطبيقات نقل الركاب السيئين تقييم ٥ نجوم تعاطفاً لن يشهدوا ضد من يقومون بنقل الركاب دون ترخيص !
باختصار.. معادلة معقدة جداً: ركاب يتعاطفون مع المخالفين، ومخالفون لا يجدون رقابة فاعلة، ورقابة عقوباتها عاجزة !
التعليقات