هل تقبل إسرائيل تسوية تعتمد على إيقاف إطلاق النار مقابل ضمان خروج أكثر من 200 شخصية قيادية من قيادات حماس من الأنفاق إلى خارج قطاع غزة؟
وهل تقبل قيادة «حماس» هذه الصيغة الشبيهة بصيغة تسوية خروج مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت عام 1982 وتوزع القيادة على 3 دول عربية، هي تونس واليمن والسودان.
هل منطق التسوية بين «حماس» القسام وإسرائيل اليمين المتطرف تقبل بهذا المنطق، أم أن الذهنية التي تسيطر على كل منهما هي ذهنية «النصر المطلق أو الهزيمة المطلقة» بمعنى أنها عقلية لا تقبل أي تسوية منتصف الطريق؟
السؤال الكبير هو «حقيقة الهدف النهائي الحقيقي لدى عقلية رئيس الوزراء بيبي نتانياهو الذي يسيطر عليه شيطان القتل والإبادة الجماعية دون مراعاة لأي عناصر أخلاقية ولا يأبه لأي قواعد من القانون الدولي.
ماذا يريد هذا الرجل حقاً وفعلياً؟
هل يريد كسر قيادة «القسام» العسكرية؟ أم تصفية حركة «حماس» قيادياً وشعبوياً؟ أم أنه يريد تفريغ قطاع غزة من السكان الأصليين وإحلال هؤلاء السكان بمنطقة أمنية عازلة يسيطر عليها مزيج من قوات الاحتلال وقوات من السلطة الفلسطينية وإدارة من روابط القرى والعشائر الفلسطينية.
إذا كان الهدف هو الأخير، أي بمعنى تفريغ القطاع من سكانه، فإن الهدف أكبر بكثير من مجرد جولة صراع عسكري بين اليمين الإسرائيلي وحركة «حماس»، بل هي عملية لها أهداف أكبر وأخطر وذات حسابات أعمق.
المعلومات المتوفرة مؤخراً في الدوريات المتخصصة بإنتاج الغاز الطبيعي في العالم تقول إن التقديرات الأولية لمخزون الغاز قبالة سواحل غزة في منطقة «ونيتس» تقدر بـ177 تريليون قدم مكعبة تبلغ قيمتها السوقية الحالية 534 مليار دولار أمريكي.
وتقول هذه الدراسات إن هناك أيضاً مخزوناً من النفط يبدأ في منطقة قلقيلية يمر بوادي قانا ويصل إلى منطقة سلفيت يقدر بـ1.7 مليار برميل تقدر قيمتها بـ142 مليار دولار.
وتؤكد هذه الدراسات أن احتياطي غاز «غزة» يزيد على إجمالي المكثف في سوريا ولبنان مجتمعين.
طبعاً هنا يمكن أن نفهم بدء الشركات الأمريكية العمل الدؤوب لبناء رصيف ميناء كبير في سواحل غزة تحت دعوى أنه يمكن واشنطن من نقل مساعدات غذائية!
إذن نحن لا نتحدث عن حرب عقائدية أو نزاع تاريخي يتخذ أبعاداً سياسية أو دينية، لكنه صراع مصالح اقتصادية عميقة لها علاقة جذرية بثروات الغاز والنفط التي يرقد عليها أكبر خزان كامن شرق البحر المتوسط من سواحل اليونان إلى قبرص إلى ليبيا إلى سوريا إلى لبنان إلى إسرائيل وصولاً لمصر.
هذه المنطقة التي رصدتها الأقمار الصناعية الأمريكية عام 1972 وعرفت بخزان «هيركليون» الأسطوري من احتياطيات الغاز والنفط هي مركز الصراع شرق البحر المتوسط إقليمياً ودولياً، وهذا هو العنصر الحاسم لفك شفرة الوجود الروسي في سوريا، والوجود التركي في ليبيا، والوساطة الأمريكية في حقول غاز سواحل لبنان، وأيضاً يمكن أن يفسر ما يحدث حقاً في غزة.
التعليقات