‫> ‬لا ينتقل الناقد أو الصحافي من أي بلد إلى أي مهرجان لمجرد رغبته في ذلك. هناك ترتيبات كثيرة، شخصية ومادية وحتى أمنية في بعض الحالات يضعها في الاعتبار.

‫> ‬الناحية المادية بالغة الأهمية. هناك من هو محظوظ من حيث أن المؤسسة التي تنتدبه تقوم بدفع تكاليف رحلته، ومسؤوليته حيال ذلك، هو أن يكون أفضل من يكتب من حيث الرأي والخبرة والسرعة في الإنجاز.

‫> ‬هناك من يدفع من جيبه ليحضر المهرجان. يأكل ساندويشات ويشرب فنجاني قهوة في اليوم، وتراه يركض من صالة إلى أخرى ليعوّض بعض بذله المادي.

‫> ‬للأسف، هناك من يجلس في راحة منزله ويسرق المقالات من المواقع. ها هي جاهزة ومتوفرة بجميع اللغات.

‫> ‬متوفرة بالإنجليزية والفرنسية والألمانية... إلخ، وكذلك بالعربية. هذا السارق سيختطف الخبر والرأي والتقييم وكل ما يروق له بلا تعب. لن يُشير إلى أنّ فلاناً كتب وفلاناً قال، بل سيضع عليه اسمه ويبتسم لنفسه، ويرسل مادته للنشر فخوراً ويقبض الثمن.

‫> ‬في عالم باتت الحقائق فيه مضطربة، والرؤية ضبابية، لا يشعر سارق الكلمات بأنه يفعل شيئاً منكراً. ما يذكره منسوخاً (ولو متحوّراً) هو جهد من حضر المهرجان وبذل وتكلّف ولم ينم كفاية وهو يحاول تغطية الأفلام وحضور الحدث ليس لشيء إلا لأنه وهب حياته على الأرض لحب السينما.

‫> ‬لكن كل ذلك لا يعني لصّ الكلمات بشيء. جيل الأنا استفاد من «الميديا» المتوفرة على النِت كما لم يفعل سواه.