أعلن بينالي سيدني تعيين الشيخة حور القاسمي مديرة فنية لنسخته الخامسة والعشرين التي تنتظم في الفترة من 7 مارس/آذار حتى 8 يونيو/ حزيران 2026، وربما هي المرة الأولى في تاريخ البينالي التي يجري فيها اختيار شخصية عربية لإدارة حدث فني عالمي يعود إلى بينالي عمره أكثر من نصف قرن، (1973)، والتقى في فضاءاته الثقافية والجمالية المئات من فناني العالم في إطار تجارب تاريخية في الفنون ومفاهيمها التقليدية والمعاصرة.

الشيخة حور تستحق هذه المكانة الثقافية الفنية ذات الأفق العالمي، وتسمح لها ثقافتها النوعية في الفن وتاريخه ورموزه بأن تدير حدثاً فنياً متعدد التجارب والخبرات، وهي أيضاً لها خبرتها في تقييم المعارض بمهنية راقية، وإلى جانب ذلك، قالت الشيخة حور إنها واظبت على حضور بينالي سيدني لأكثر من عقد حتى الآن، وشاهدت تطوره على مرّ السنين.

الشيخة حور مديرة بينالي الشارقة منذ العام 2002، وانتقلت بالبينالي من خلال رؤيتها الفنية والجمالية والثقافية إلى آفاق فكرية وفلسفية تستند دائماً إلى ثقافات الشعوب وحوارها الجمالي والفكري، وانعكست رؤيتها المثقفة هذه على التجارب المختارة دائماً في بينالي الشارقة، الحدث الإماراتي، والعربي والعالمي وأحد أعمدة مشروع الشارقة الثقافي، وتأتي الفنون بكل تنوّعها الإبداعي على رأس هذا المشروع المتجدّد منذ الثمانينات، وإلى اليوم.

اختيار الشيخة حور مديرة فنية لبينالي سيدني في دورته الخامسة والعشرين هو تقدير ثقافي عالمي لحيوية الثقافة والفنون في الإمارات وفي عاصمة الفن والأدب والكتاب: الشارقة، كما هو تقدير رفيع المستوى للجهد المتواصل الذي تقدمه الشيخة حور للفن وكياناته المساعدة على تعميق الثقافة البصرية التشكيلية وتنوعاتها المعاصرة، فقد أطلقت الشيخة حور القاسمي مؤسسة الشارقة للفنون في العام 2009، وفي العام 2017 ترأست رابطة البينالي الدولية، وهي أوّل مديرة فنية يجري اختيارها من خارج اليابان للدورة السادسة من «ترينالي آيتشي 2025».

تعمل الشيخة حور بكثافة ثقافية مركّزة، وتحيط بتجارب الفن المعاصرة في العالم، ويعنيها جيداً الجوهر الفكري للتجربة الفنية، سواء في بينالي الشارقة، أو في تقييم معارض الفن.

هذه مناسبة بالغة الأهمية برمزيتها ومعناها الثقافي والدولي، وهي علامة على مهنية وحرفية الفنون في الإمارات، والموقع الامتيازي الذي وصل إليه بينالي الشارقة بين بيناليات العالم التي يشارك فيها فنّانون إماراتيون حازت أعمالهم احترام مقيّمين دوليين لهم تاريخ ثقافي طويل في حقل الفن والجماليات البصرية والتشكيلية.

نعود، مرة ثانية، للقول إن استحقاق الشيخة حور القاسمي هو تعبير بلاغي عن ثمرة من ثمرات مشروع الشارقة الثقافي الذي وُلدَت ونشأت في رحابه.