أكثر من مليون حاج وصلوا إلى منافذ المملكة حتى الآن، وعبّرت صور استقبالهم من أمراء مناطق ومسؤولين ومتطوعين عن حالة خاصة من احتفاء السعوديين بضيوف الرحمن، والعمل بتوجيهات القيادة لتيسير رحلتهم، وتقديم أفضل الخدمات لهم، إلى جانب ما يحمله هؤلاء الحجاج من مشاعر صادقة تجاه المملكة قيادة وشعباً، وما يشيدون به من جهود كبيرة تُبذل لأمنهم وسلامتهم وتحقيق أمنياتهم لأداء نسكهم.

اليوم هذه المشاهد التي يوثقها حجاج بيت الله الحرام من لحظة وصولهم إلى المملكة، وتنتشر في حسابات التواصل الاجتماعي؛ تمثّل «رسائل ناعمة» عن المملكة، وجهودها المخلصة في موسم الحج، حيث لفت انتباهي هذا العام -رغم أن الوقت مبكراً- حجم المحتوى المنشور من هؤلاء الحجاج عن المملكة، وشكرهم لما يُقدم لهم، ومشاعرهم العفوية التي تخرج من القلب لتعبّر عن تفاصيل كل ذلك؛ بدءاً من لحظة استقبالهم في المطار، ومروراً بالجوازات، والخروج إلى مواقع سكنهم، ووصولهم إلى الحرمين الشريفين.

هذا المحتوى المنشور من الحجاج مباشرة له قيمة عالية في تعزيز الصورة الذهنية عن المملكة، وإبراز الخدمات المقدمة لهم، وتعظيم الأثر المستفاد من المواسم السابقة بتقديم ما هو أفضل في كل عام، وهذا ما يحملنا في المملكة مسؤولية كبيرة في مواصلة العمل، وتعزيز الحلول والابتكار؛ لتسهيل وصول تلك الخدمات في بقعة جغرافية محددة، وأيام معدودات، وتنقلات من مشعر إلى آخر.

تابعت في أكثر من وسيلة تواصل اجتماعي مضامين ما ينشره الحجاج القادمون عن المملكة، ووجدت أن التركيز كان على حسن الاستقبال، ودقة التنظيم، وجودة الخدمات، وسرعة الإجراءات، بالإضافة إلى الشعور الداخلي عن إحساسهم بالأمن والأمان والاستقرار، والراحة النفسية، وطمأنة القادمين من بلدانهم بأن الجهود كبيرة وميسّرة، ولكن من جانب آخر؛ لاحظت أن هناك مضامين متعددة بدأت تنقل ما يُنشر في حسابات التواصل للجهات الحكومية بلغات متعددة من تعليمات وإرشادات وتحذيرات خلال موسم الحج، وأصبح هذا الانتشار الكبير عن تلك المضامين بمثابة حملات إعلامية واتصالية مجانية لتعزيز التواصل الفعّال مع حجاج بيت الله الحرام.

الجهود الإعلامية والاتصالية في الحج هي عنوان النجاح والتميّز، والمملكة وفق خطتها الإعلامية التي تستند إلى الشفافية والوضوح والتكامل والتوعية؛ تمثّل محددات مهمة في بناء الرسالة الإعلامية، ولهذا تأتي المؤتمرات الصحفية في الحج لتعبّر عن تلك المحددات، وكذلك البيانات الإعلامية، والقصص الإنسانية، والصور الثابتة والمتحركة التي تنقل لنا الواقع الذي يتشرف فيه الجميع ليكون خادماً لضيوف الرحمن.

الإعلام الرقمي في الحج أصبح الوعاء الأهم في نقل رسالة الحج، وتأثيرها يبدأ من الصورة، وأثرها المستدام يبقى حينما ينقل أصحاب العلاقة من الحجاج قصصهم بعفوية، وما هو أهم هو توثيقها وإعادة نشرها وتدويرها من منصات أخرى لتصل، وترد على المزايدين في الإعلام المضاد!