تستثمر المملكة موسم الحج كل عام، وتوافد ملايين المسلمين على الأراضي المقدسة لأداء المناسك، في تنظم اللقاءات والدروس العلمية التي تحمل رسائل الدين الإسلامي الصحيح، وتُظهر ما تتمتع به من سماحة ووسطية واعتدال في كلّ أمور الحياة ومنهاجها، ومواقفها، والتأكيد على أن الوسطية في الإسلام، ليست مجرد موقف بين التشديد والانحلال، بل تعتبر موقفاً سلوكياً وأخلاقيًا ومنهجاً فكرياً، ينبغي أن يتسم به الإنسان المسلم.

وتأتي الدورة العلمية الكبرى، التي أعلنت عنها رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، في رحاب المسجد الحرام، بعنوان «التوحيد في الحج»؛ لتتوج جهود المملكة في إظهار المغزى الحقيقي من شعيرة الحج، عبر ترسيخ مظاهر التوحيد بين جميع الحجاج دون استثناء، بداية من ارتداء ملابس الإحرام بأوصاف محددة، مروراً بذكر الله بصوت مرتفع، وأداء العبادات والطاعات بشكل موحد، في الأوقات نفسها.

الدورة العلمية في رحاب المسجد الحرام، تندرج ضمن المهام التوعوية والتثقيفية للحرمين الشريفين، ببث العقيدة الصحيحة والدعوة إلى التوحيد، وإرساء منهج السلف الصالح، باعتبارهما مغراس التوحيد وتعزيزه وترسيخه في نفوس ضيوف الرحمن والزائرين، وإثراء تجربة الحاج ومسيرة الحج؛ بتوضيح عمق صلة التوحيد بأركانه وواجباته وسننه وأقواله وأفعاله، فضلاً عن إثراء الثقافة الدينية لضيوف الرحمن، وتزويدهم بالمعارف والعلوم الشرعية، مثل العقيدة الصحيحة، وربط المناسك بها؛ ليؤدوا نسكهم على هدى ورشاد، ويظفروا بحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور.

استمرار الدورة العلمية لمدة أسبوع كامل، وبمشاركة علماء أجلاء، يتقدمهم سماحة مفتي عام المملكة، يعكس حرص المملكة على إيصال الرسالة العامة من الدورة، إلى أكبر عدد من الحجاج والزائرين، والتأكيد على أن الدين الإسلامي لم يفرض شعيرة ما على المسلمين، إلا ولها أهدافها العامة، بتعزيز الطاعة لله ورسوله، وأهمية هذه الطاعة في جلب شعور الطمأنينة والسكينة وانشراح الصدر، والحصول على السعادة، والرضا بقضاء الله وقدره وعدم الكفر أو الاعتراض.

بجانب التثقيف والتوعية، يبقى للقاءات والدورات العلمية، هدف آخر، يتمثل في إظهار جهود المملكة في خدمة الحجاج والمعتمرين، وتوفير المزيد من خدمات الضيافة والأمن والرخاء والاستقرار لهم، حتى يؤدوا شعيرتهم على أكمل وجه.