إيلاف من لندن: شهدت أسواق المراهنات انكماشا كبيرا عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية الثلاثاء، ما أدى إلى تآكل تقدم دونالد ترامب على كامالا هاريس مع إدلاء الأميركيين بأصواتهم.

وقد أشاد الرئيس السابق وحلفاؤه بتوقعات المراهنات باعتبارها أكثر دقة من استطلاعات الرأي التقليدية في الأسابيع الأخيرة، حيث وضعته المنصات الكبرى في عالم المراهنات في مرتبة متقدمة على هاريس، الأمر الذي دفعه للإشادة بتوجهات المراهنات، كما أن عقلية "البيزنس" التي يتمتع بها ترامب تتفوق على قناعاته بالتحليل السياسي.

لكن مع اقتراب يوم الانتخابات، تضاءلت فرص فوز ترامب، حتى أن هاريس استعادت الصدارة على إحدى المنصات هذا الأسبوع، وشهدت أسواق المراهنات زيادة كبيرة في شعبيتها خلال هذه الحملة الانتخابية، مع ظهور تطبيقات بارزة مثل كالشي وبولي ماركت Polymarket وKalshi في متاجر التطبيقات.

الفارق بين المراهنات والاستطلاعات
كما انحرفت العديد من توقعات سوق المراهنات حول المرشح الأكثر احتمالا للفوز بالانتخابات عن استطلاعات الرأي النموذجية، ففي حين أشارت استطلاعات الرأي إلى منافسة متقاربة بشكل لا يصدق للوصول إلى البيت الأبيض، إلا أن منصات المراهنات وضعت ترامب في المقدمة بوضوح قبل بضعة أسابيع.

ولكن فرص ترامب تضاءلت على ما يبدو في الفترات الأخيرة، فقد قدرت شركة بولي ماركت فرص ترامب بنحو 58% يوم الاثنين، انخفاضا من 67% الأسبوع الماضي، ومن خلال كالشي بنحو 53%، انخفاضا من 65%.

وقدرت منصة أخرى احتمالات فوز هاريس بأنها أعلى من احتمالات فوز ترامب للمرة الأولى منذ ما يقرب من شهر. ووفقا لموقع PredictIt، فإن احتمالات فوز المرشحة الديمقراطية بلغت 53%، في حين بلغت احتمالات فوز ترامب 51%.

كيف تعمل المراهنات الانتخابية؟
على سبيل المثال، إذا لجأت إلى بولي ماركت يوم الاثنين، وراهنت على ترامب، فستحصل على دولار واحد مقابل كل 58 سنتا راهنت بها إذا فاز في الانتخابات. وإذا راهنت على هاريس، على نفس المنصة، في نفس اليوم، فستحصل على دولار واحد مقابل كل 43 سنتًا راهنت بها إذا فازت.

لقد أحدث استطلاع رأي مذهل في ولاية أيوا، والذي وضع هاريس بشكل غير متوقع في مرتبة متقدمة على ترامب، موجة من الصدمة بين مراقبي الانتخابات في أميركا هذا الأسبوع.

ويقول خبراء سوق المراهنات إن المشاركين يأخذون في الاعتبار مجموعة من العوامل عند وضع الرهان، بما في ذلك نتائج مثل هذه الاستطلاعات.

وقد أثيرت تساؤلات في الأسابيع الأخيرة بشأن النشاط في أسواق المراهنات، وعندما تبين أن أحد الرجال راهن بأكثر من 30 مليون دولار على فوز ترامب على بولي ماركت، أكد هو والمنصة أن الأمر لم يكن محاولة للتلاعب بالسوق.

وقال الرجل الذي أطلق على نفسه اسم ثيو لصحيفة وول ستريت جورنال: "هدفي هو جني الأموال فقط"، مدعيا أنه "ليس لديه أي أجندة سياسية على الإطلاق".