خالد سيف

فجرت الهزيمة التي لحقت بالأهلي في مواجهة ديربي البحر، موجة غضب عارمة، في شارع التحلية، وتجمع مجانين القلعة مستائين، من المستويات التي يقدمها الفريق، والنتائج التي تحققت، والنقاط التي قد تنحدر بالفريق إلى ذيل القائمة.. خرج المجانين، ونوبة من الهلع تنتابهم، خوفاً من تكرار موسم الهبوط الأسود إلى دوري «يلو»..

صحيح أن هزيمة الديربي لم تكن الأولى للفريق هذا الموسم، فقد خسر الفريق قبلها في الدوري 4 مواجهات، كما غادر مسابقة كأس الملك، على يد أحد أندية الدرجة الأولى، لكن الفريق دخل الديربي، بشوفة نفس، متغطرساً، وزاد على ذلك كبرياء وثقة مجانينه، معتمدين على نتائج المواجهات السابقة، التي كانت تؤكد قدرتهم على التغلب على النمور، وكانت الصدمة أنهم واجهوا نموراً مختلفة ومتعطشة لالتهام الخصوم، ومؤشر الفوز لديها مرتفع، بعدما واصلت سلسلة انتصارات متتالية، ولن يتأخروا في الانقضاض على أي خصم، حتى لا يعطلهم ذلك عن اللحاق بالمنافسين، والأهلي بالنسبة لهم فريسة جاهزة، لا يقوى على المقاومة، وسيفزع من أول تهديد..

وجاءت المواجهة المرتقبة ليدك النمور حصون القلعة، من أول موجة، لتغرق في ديربي البحر.. وأشعلت تلك الهزيمة شرارة الغضب، وجرعت المجانين مرارة فاقت مرارة الهزائم التي سبقتها في الدوري، وكذلك صدمة الخروج من المسابقة المفضلة بطولة كأس الملك.. وقد تدخل هزيمة ديربي البحر فريق الأسود الخضر في نفق مظلم، وتزيد من صعوبة موقفهم في سلم الترتيب، خاصة وأن الفريق يعاني من أزمة فنية واضحة، ولم يحقق سوى 3 انتصارات فقط، وتقلق هذه البداية السيئة للفريق مضاجع المجانين، وأصبحوا يتخيلون شبح الهبوط في اليقظة والمنام.

لذلك الدعوة عامة لسكان مدينة النمور الحالمة، للوقوف مع جيران التحلية، والتضامن مع تساؤلاتهم ومطالبهم، في مقدمتها من يدير الدفة في ناديهم؟ ومن المسؤول عن التخبط الإداري والفني فيه، ولماذا التمسك بهذا المدرب الفلتة وطاقمه؟..

ولا تتركوهم هائمين في طرقات العروس، حتى لا يعودوا إلى حالتهم الأولى، حائرين يرددون نفس الإسطوانات المشروخة، عن المؤامرات والمخططات والاختراقات، التي يتوهمون أنها تحاك ضد قلعتهم.. ونشكر النمور على رأفتهم، وخروجهم بهدف واحد، ولكن لا عذر لهم على حرمان المجانين بطولة كانت كفيلة أن تضمد جراح موسم الضياع.