لا يغيب عن أحد كيف هي دبي منذ أسبوع، فقد اكتست الإمارة بلون الذهب وعاشت أغلب بيوتها فرحة كبيرة احتفاءً بإنجازات نادي الوصل وإحرازه كأس صاحب السمو رئيس الدولة وبطولة الدوري العام، حتى أيقونة العالم «برج خليفة» ارتسمت بلون الذهب.

لا يغيب عن أحد كيف أن الأحد الماضي لم يكن إلا استثنائياً ليس لفريق، ليس للاعبين وليس لمجرد بطولات، بل كانت استثنائية بمشاعر كبيرة وجياشة، وفرحة أدمعت العيون وأبكت عشرات الآلاف، وأسرت القلوب، ليلة توّجت فيها دبي بالذهب بحضور سمو الشيخ أحمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم كبير الوصل، فكم هي مستحقة فرحته، وفرحة جمهوره به، وكم أنت كبير في قلوبنا جميعاً.

الثنائية نعم استثنائية، بعد غياب طال أكثر من 17 عاماً، لكن ما أريد أن أوضحه هنا هو جانب أهم، وهي الثقة التي استمرت أعواماً عجافاً طويلة بين الفريق وجمهوره، وهذا ما قاله عندما سئل أثناء خروجه من الملعب، بماذا تصف هذه الفرحة فقال «انظر لهم، هذه الفرحة لهم، لأنهم صبروا على هذا الفريق».

الشيخ أحمد ومنذ عهدناه له مكانته في القلب، منذ أن كنا صغاراً نتابعه، وهو العضيد لصاحب السموّ الشيح محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، لربما غاب عن الأضواء لكنه لم يغب عن قلوب محبيه، وجمهور فريق «الوصل»، فقد فرح بأول ابتسامة نشرت له حين فاز الفريق بأغلى الكؤوس، كأس صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وعبّر الكل عن ذلك، بأنه لهذه الفرحة وخروجه وعودته لمدرجات نادي الوصل ليلة التتويج الكبرى، لأجل هذه اللحظة كان المشوار الطويل والصبر المرير مستحقاً.

نعم ليست بطولة إضافية فقط، بل ثنائية كانت في وقتها لإنسان كريم، وقلب كبير، لإنسان كنا نرى صوره دائماً على السيارات، في المدرّجات، في قلوب جمهور الفريق، وترجمت هذه الصورة ليلتها به، بجلوسه بين محبيه، بفرحه، بكلماته، ليؤكد أن «الأساس في زعبيل، هو».

فرحة نبارك لكم تفاصيلها، ونحيي إخلاصكم، جمهوراً، لاعبين، قدامى ولاعبي اليوم، الإدارة وكل من يعمل خلف الكوابيس، لجمهور لم ينتمِ إلى النادي ولكن شجعكم ليلتها لإدراكه الفرحة الحقيقية، الإنسانية، وأن الكرة كانت ولا تزال في المقام الأول لتقرّب الناس؛ الخسارة والربح أساس، لكن الأهم أن الملاعب تحتشد بالأخلاق والحب، والإصرار الجميل، وردّ الجميل، في هذا التتويج شهدنا كل شيء استثنائي، حتى في الكلمات التي تغنّى بها الشعراء ولُحّنت، وسنرى دائماً الاستثناء في الإنسان قبل المكان. مبارك ومن إنجاز إلى إنجاز، في ظل قلب كبير محبّ، وقلوب كبيرة لا تخشى حتى الخسارة.