خلوة الذكاء الاصطناعي تعد محطة مهمة في عصر التحولات والتطورات، إذ كشفت حواراتها عن بلوغ المجتمعات مرحلة الدمج الحقيقي لتقنيات الذكاء الاصطناعي في المجالات كافة، وفق خطط ومنهجيات واستراتيجيات وحوكمة تضبط إيقاع الاستخدام.

في وقت أثبت الذكاء الاصطناعي قدراته وإمكاناته في إحداث التغيير في أطر التفكير والتنظيم والتخطيط والتطبيق في بيئات العمل بمختلف تخصصاتها، لنجد صحوة غير مسبوقة بين الحكومات لمواكبة المستجدات التي تفرضها تقنيات تجيب عن جميع التساؤلات.

قطاع التعليم يعد الأكثر أهمية وحيوية، مقارنة بالقطاعات الأساسية في المجتمعات، إذ تعتبره الدول والبلدان حاضنة حقيقية لبناء أجيال العصر القادم، بفكرها المتجدد، ومهاراتها المتقدمة، وقدرتها الفائقة على الإبداع والابتكار في المجالات كافة.

مبادرة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، لتأهيل المعلمين في مدارس دبي في مجال الذكاء الاصطناعي وتمكينهم بالمعارف لتوظيف تلك التطبيقات المتقدمة، جاءت في الوقت المناسب لترسم اتجاهات جديدة لنوعية التعليم وأنماطه ومخرجاته في المستقبل القريب.

والبعض يسأل لماذا تأهيل المعلمين؟ وإلى أي مدى ينعكس التطوير المهني على المخرجات؟ وهل تشهد السنوات القليلة المقبلة أنماطاً جديدة للتعلم وطرائق مستحدثة للتدريس بفعل تقنيات الذكاء الاصطناعي؟

يجب أن يعلم الجميع أن عملية تأهيل المعلمين تعد من المسلمات التي ترتكز عليها منظومة التعليم في بناء أجيال الغد.

دائماً ما تحدد قدرات المعلم المهنية نوعية المنتج التعليمي وجودته، وقدرته العلمية، وثراءه المعرفي والمهاري.

الذكاء الاصطناعي يتيح فرصاً هائلة لتحسين جودة التعليم وتعزيز تجربة التعلم لكل من المعلمين والطلاب، لاسيما أن تقنياته تعد تمكيناً حقيقياً لتطوير أساليب تدريس مبتكرة وتفاعلية، يمكن للمعلمين استخدام الأدوات الذكية لتوفير تعليم مخصص يتناسب مع احتياجات كل طالب على حدة.

التحولات التي سنراها في قطاع التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي، لا يستهان بها، إذ تأخذنا إلى مسارات جديدة لأتمتة المهام الروتينية، وتحليل البيانات بدقة مصحوبة بتوصيات، وتقصير المسافات في رحلة الطالب التعليمية، وهنا تكمن أهمية تأهيل المعلمين، إذ تعد استثماراً حيوياً لمستقبل التعليم وإعداد أجيال قادرة على مواجهة تحديات المستقبل بمرونة وثقة.