ذكّرتني الإمارات بفريق الأوركسترا الموسيقي، الذي يعزف لحناً مميزاً، تتداخل فيه كافة عناصر وأدوات العزف، لتصنع منه شيئاً فريداً.

لا شك أن هذا الانسجام والتناغم، يشكل أحد أهم روافد النجاح والتميز، الذي بات يضعها في مصاف كبرى الدول التي يحلم بالعيش فيها ملايين البشر!

قد يتساءل البعض عن سر هذه المقدمة، فأجيبه بما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عبر منصة إكس: (في أحد أهم تقارير القوة التنافسية للدول، الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية بسويسرا، تقدّمت دولة الإمارات 3 مراكز دولية، وصولاً للمركز السابع عالمياً.. وجاءت ضمن العشرة الأوائل دولياً في أكثر من 90 مؤشراً رئيساً وفرعياً، ضمن تقرير التنافسية العالمي لعام 2024).

غير أن أكثر ما شد انتباهي، أن سموه، وفي غمرة التعبير عن سعادته، لم ينسَ أو يتجاهل فِرق العمل التي كان لها إسهامها في تحقيق الإنجاز، ومن ثَمّ حرص على أن يختم كلمته بتوجيه الشكر والتقدير إلى (جميع فرق العمل في كافة القطاعات الحكومية والاقتصادية والتنموية، الذين يعملون بروح واحدة.. لتحقيق هدف واحد، هو رفعة وتقدم دولة الإمارات العربية المتحدة).

والواقع أن الإمارات، وفق رؤية قيادتها الرشيدة، لا تترك مجالاً للتنافس إلا وبذلت قصارى جهدها من أجل تأكيد ريادتها وقدرتها على تحقيق أعلى المعدلات، سواء في الشأن الاقتصادي أو الاجتماعي أو البيئي، فضلاً عن توفيرها للأجواء المثالية للعيش والتعايش في سلام بين مختلف الجنسيات والأعراق، الأمر الذي يعكس الإصرار على مدّ يد الخير للجميع، من منطلق إنساني، لا يفرّق بين أحد بسبب جنس أو ديانة أو لون.

وعلى ضوء ما تقدم، لا يكاد يمرّ أسبوع دون أن يحمل شهادة من المؤسسات الدولية والمنظمات المعنية باستطلاعات الرأي والأبحاث، تشيد بها بدور الإمارات ومكانتها التي تزداد رسوخاً على اتساع القضايا والملفات على الخريطة الدولية.

أحدث هذه التقارير صادر عن مجموعة بوسطن كونسلتنج جروب، بالتعاون مع «ذا نتورك» ومجموعة «ستيبستون»، حيث سلّط الضوء على المكانة التي تستحوذ عليها الإمارات في استقطاب المهنيين وأصحاب المواهب على المستوى الدولي، عبر دراسة حملت عنوان (فك شفرة المواهب العالمية 2024)، رصدت الدراسة خلالها اتجاهات حركة انتقال المهنيين وأصحاب المواهب منذ عام 2014، وكشفت الجاذبية المتزايدة التي تتمتع بها الإمارات، كوجهة عمل مفضلة للنوابغ والمبدعين حول العالم.

لقد عاشت أجيالنا العربية زمناً طويلاً، وهي تعاني من هجرة ثروتها البشرية، واستنزاف عقولها المبدعة نحو الغرب، وساهم العشرات منهم في تقدم تلك المجتمعات وتطورها نحو آفاق لم تكن لتبلغها لولا إسهامها الكبير، واليوم، نجحت الإمارات في جذب هذه العقول.

وهكذا تمضي قافلة الخير قدماً نحو تحقيق الريادة والصدارة، بكل ثقة وثبات.