يعد الأمن الغاية التي تسعى إليها الشعوب والأمم على مر العصور، وهي الهدف الذي تنشده المجتمعات والحضارات الإنسانية المعاصرة، فالدول تسعى دوماً إلى ضمان أمنها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والحفاظ كذلك على أمنها الخارجي،.
فالأمن الغذائي يشير إلى توفر الغذاء للأفراد دون نقص ويتحقق فعلاً عندما يكون الفرد لا يخشى الجوع أو لا يتعرض له، حيث يستخدم كمعيار لمنع حدوث نقص في الغذاء مستقبلاً أو انقطاعه إثر عدة عوامل تعد خطيرة منها الجفاف والحروب وغيرهما من المشاكل التي تقف عائقاً في وجه توفر الأمن الغذائي، فهو يعبر عن قيام الدولة الواحدة بإنتاج الغذاء داخلها بمستوى يتساوى مع الطلب المحلي ومعدلاته أو قد يفوقها أحياناً حيث يحقق الاكتفاء الذاتي الكامل.
ومن أهم أبعاده وفرة الغذاء بكميات تكفي لعدد الأفراد، وأن يكون ضمن المخزون الاستراتيجي وكذلك ضمان صحة الغذاء وسلامته وصلاحيته للاستهلاك البشري وإمكانية الحصول عليه وأن تكون أسعار السلع والمنتجات في متناول يد الجميع، وإمكانيّة تقديمه للأفراد على شكل معونات للطّبقات الأكثر فقراً وتوفر الاستقرار وهذا يرتكز على ضرورة الحفاظ على أوضاع الغذاء، ولعل أبرز التّحديات التي تواجه الأمن الغذائي المعاناة من أزمة المياه العالمية وعدم الاهتمام بالأراضي وإهمالها تماماً وتقلبات المناخ وإصابة النّباتات بالأمراض وعدم مُكافحتها وتفشّي الفساد بين أفراد المجتمع والتضخم السكاني الكبير.
فدولتنا اتخذت تدابير لتحقيق الأمن الغذائي الذي يعد من القضايا المهمة التي تحظى باهتمام كبير، فالقيادة الرشيدة تعمل على تعزيز جاهزية الدولة لمواجهة مختلف المتغيرات في الحاضر والمستقبل من خلال متابعة المخزون الوطني لمواردنا الطبيعية والاستثمار في تكنولوجيا الغذاء وبناء الشركات الدولية المتعلقة بإيجاد وتنفيذ حلول عملية تدعم منظومة الغذاء والمياه في الدولة وتعزز الجهود التي تبذلها لتلبية المتطلبات التنموية في مختلف المجالات، فالدولة تدعم الجهود لإيجاد حلول عملية للتحديات المستقبلية لتحقيق الأمن الغذائي المستدام على المدى الطويل الذي يعد من الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وإدارة الموارد وتحقيق أقصى استفادة منها، وضمان توفير إمدادات الغذاء للأجيال الحالية والقادمة، وتقوم الدولة بتنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات التي تعمل على ضمان الأمن الغذائي منها المحافظة على مصايد الأسماك والمخزون السمكي، وتحويلها من مصايد مستنزفة إلى مصايد مستدامة ودعم الصيادين وقطاع الصيد، حيث يعد إحدى ركائز الأمن الغذائي الإماراتي، لتحقيق ما نصبو إليه ولنعيش حياة كريمة تليق بنا.
التعليقات