أعتقد أنَّ على اتحاد القدم ورابطة الدوري السعودي للمحترفين أن يعيدا النظر في قرارهما المشترك الذي صدر في نهاية ديسمبر الماضي؛ والذي ينص على أحقية أندية دوري روشن في تسجيل لاعبين أجنبيين (تحت 21 سنة) إضافة للأجانب الثمانية، مع اشتراط تسجيل 8 أجانب فقط في قائمة كل مباراة، بينما سيبقى اثنان من المحترفين الأجانب في المدرج وليس على دكة البدلاء!

القرار الذي صدر يهدف كما جاء في نصه إلى "تعزيز الجانب الاستثماري في المواهب لدى الأندية"، ولا أظن أن بقاء اللاعبين الأجنبيين (تحت 21 سنة) في المدرجات -كما سيحدث في الغالب- وحرمانهما من الانضمام لقائمة الـ18 لاعبًا، ومن فرصة المشاركة على الأقل كبديلين متاحين لتعويض أحد الأجانب الثمانية خلال المباراة أمرٌ يعزز هذا الهدف المعلن، إذا ما علمنا -وكما يعرف كل متابعي كرة القدم- أنَّ مقاعد البدلاء قاتلة للمواهب؛ فكيف بمقاعد المدرجات؟!

أتمنى من اتحاد القدم ورابطة الدوري السعودي مراجعة القرار وآلية تطبيقه، والسماح للأندية بضم اللاعبين الأجانب العشرة إلى قائمة المباراة مع اشتراط وجود 8 أجانب في الملعب كحدٍ أقصى، والسماح بمشاركة الاثنين المتبقيين كبديلين، على أن يكون نزول أي لاعب منهما بديلا للاعب أجنبي.

أسعار اللاعبين الصغار من أصحاب الموهبة العالية الذين يستحقون عناء التعاقد والحضور للدوري السعودي المشاهد عالميًا مرتفعة، وأعتقد أنَّ الآلية الحالية ستجبر الأندية على أمرين لا تدري أيُّهما أَمَرُّ من الآخر، فإمَّا أن تتجه أندية الدوري لاستقطاب لاعبين (تحت 21 سنة) من ذوي الموهبة والمهارة و المستقبل الواعد بمبالغ باهظة لا تتواكب مع الفائدة الفنية التي سيحد منها القرار؛ وإمَّا أن تضطر الأندية للتعاقد مع لاعبين عاديين بأسعار زهيدة من باب التعاقد لمجرد التعاقد، ولإسكات الجماهير التي تطالب بتعاقدات جديدة، وسيكون ما يميز أولئك اللاعبين الأجانب عن مواهبنا المحلية أنّهم أجانب فقط!

إذا ما أردنا أن تتحقق الفائدة الفعلية من هذا القرار، سواء تلك الفائدة المعلنة المتعلقة بالجانب الاستثماري، أو فوائد أخرى يمكن أن تتحق على المدى القريب أو البعيد؛ كالمساهمة في رفع المستوى الفني للدوري السعودي، أو الاستفادة لاحقًا من تجنيس بعض هؤلاء المواهب وفق ضوابط واشتراطات الفيفا؛ فعلى اتحاد القدم ورابطة الدوري السماح بضم جميع الأجانب العشرة لقائمة كل مباراة في الدوري أسوة بما هو معمولٌ به في مسابقتي كأس خادم الحرمين الشريفين، وكأس السوبر السعودي، حتى لا يضع القرار بصيغته الحالية أنديتنا بين خيارين واختيارين: هدرٌ مالي، أو هدرٌ فني!

قصف

** قرعة كأس السوبر الماضية وضعت الهلال في مواجهة النصر، والاتحاد في مواجهة الوحدة، وقرعة نصف نهائي كأس الملك الماضية وضعت الهلال في مواجهة الاتحاد في جدة، والنصر مع الخليج في الرياض، وها هي قرعة كأس السوبر المقبلة تضع الهلال في مواجهة الأهلي، والنصر مع التعاون.. بس ولو يا أخي "عطني حظ الهلال"!

** طوال الموسم وهم يرددون بأنَّ لجنة الاستقطابات خصَّت الهلال بأفضل الأجانب، واليوم وهم يتابعون بطولة أوروبا يتغنون بأجانبهم، ويقللون من أجانب الهلال، لعلهم أدركوا أنَّ هناك أندية ترفع من شأن لاعبيها، ولاعبون يرفعون من شأن أنديتهم!

** أكثر من 6 سنوات مرت على إقرار مشروع (المواليد).. ماذا استفادت الكرة السعودية من هذا المشروع؟! وأين الخلل؟!