هذه الحملة يجب ألا تكون عشوائية، بل حملة مدروسة، يُشعر كل مواطن في الكويت والمقيم أيضاً، أن له يداً في زرع شجرة، ساهمت وتساهم في توفير البيئة المناخية والزراعية المناسبة، التي تنعكس بالتأكيد على حياة كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة.
حملة الزراعة هذه تكون لأشجار مدروسة، حسب أنواعها وكيفية ريها، وتوفير المياه التي تضمن امتداد جذورها بعد أقل عدد من السنوات، حتى تعتمد على نفسها في استمداد الماء المطلوب من المياه الجوفية.
أبناؤنا في كل المراحل الدراسية، حتى أطفالنا في الابتدائية والروضة، جميل أن يكون لهم جانب في هذه الحملة، ولكن بالطبع في أجواء مناخية مناسبة في الأشهر المقبلة.
البدء ضروري جداً في هذه الحملة، للتعجيل بنشر اللون الأخضر على أرض دولتنا الحبيبة لجني كل المردودات، وخاصة البيئية والمناخية في أقرب وقت.
نعلم أن الزراعة في الكويت تواجهها تحديات كبيرة، الا انها بالنهاية ستكون ذات تأثيرات بيئية ونفسية ومناخية مهمة. التقليل من نسبة التصحر، أحد أهم انعكاسات الزراعة بكل أنواعها، فهي تساعد على تثبيت التربة، ومنع زحف الرمال الذي نعاني منه في مناطق معينة وطرق محددة، إضافة الى ان الغطاء النباتي يمكن أن يخفف ويحد من العواصف الرملية المعروفة عندنا في الكويت خلال الصيف وبعض ايام السنة.
ومن اهم انعكاسات التوسع الزراعي في الكويت تحسين جودة الهواء، وتقليل تلوثه، من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين، مما يحسّن جودة الهواء، الامر الذي ينعكس أيضاً على صحة ونفسيات كل من يعيش على هذه الأرض، والتشجيع على ممارسة أنواع من النشاطات الرياضية بالهواء الطلق، مما يقلل ويخفف من التوتر والضغوطات النفسية. ولا يخفى على أحد انعكاس المساحات الخضراء الواسعة على الحالة المناخية بشكل عام، حيث تساهم في خفض درجات الحرارة.
أشكر بعض النشطاء من أهل الكويت، الذين بادروا، ومن دون اي توجيهات، غير الحرص الوطني والوعي البيئي، بزراعة مساحات ليست صغيرة وبوسائل بسيطة وبتمويل ذاتي، حيث لم ينتظروا يوماً أية مبادرات حكومية بهذا الشأن.
أتمنى، وبكثير من الاهتمام، ان تفكّر الدولة فعلاً بحملة وطنية واسعة طويلة المدى، يساهم بها القطاع الحكومي من خلال وزاراته ومؤسساته وهيئاته، والقطاع الخاص، إضافة إلى المبادرات الشخصية، أو من خلال مجموعات مهتمة، حتى ننجح في الحد من انعكاسات الطقس على كل جوانب الحياة في الكويت.
إقبال الأحمد
التعليقات