بعنوان (درع النبي وردع الغبي) كتب الأستاذ مشاري الذايدي في الشرق الأوسط عن إصرار البعض وتمرسه في إشاعة الدجل وترويجه وأنه مهما توقعنا أن المنطق ونظافة التفكير كافيان في صون الوعي العام من الأباطيل والخرافات والهلوسة العامة والأكاذيب المصنوعة فنحن واهمون، واستشهد بما أذاعت به وسائل التواصل العثور على درع رسول الله الذي استخدمه في حروبه، ليتضح أنه درع مصنوع حديثاً أن أغلب الآثار النبوية في المتاحف منسوبة بالخطأ للنبي لأسباب سياسية أو تاريخية أو ترويجية،

الشيء بالشيء يذكر فقد شهدت فترة الصحوة المقيتة الكثير من الأكاذيب المصنوعة من وحي خيالهم المأفون باعوها على العامة والدهماء وأقسموا أغلظ الأيمان أنها حقيقة لا كذب فيها.

هذا لو افترضنا أن لديهم منطق ونظافة التفكير وهي معدومة أساساً في وعيهم وتعاملهم مع الآخرين.

النظرية الميكافيلية (الغاية تبرر الوسيلة) هي ديدنهم وأساس تعاملهم مع الآخرين.

فحركات الإسلام السياسي، لها هدف معين تسعى إلى تحقيقه ونظرية تقاتل من أجلها، حتى ولو كان ذلك عن طريق الكذب والتدليس وخلط الواقع بالوهم والحقيقة بالكذب

الإخوان المسلمون نموذج حي للكذب والوهم والادعاء بالباطل والتدليس للوصول إلى غايتهم قالوا إن الأنبياء تبشرهم بالنصر والملائكة تقاتل معهم والرسول عليه الصلاة والسلام قدم مرشحهم للصلاة إماماً.

ثلاثون عاماً من الفكر الضحل ومهاجمة الخلق وشغل المجتمع بالتحليل والتحريم والتكفير والخوض في الغيبيات، متغلغلون في المدارس والجامعات والمنازل، مسيطرون على المسجد، متسيدون ساحة النقاش برأي معظمه مصروف من جيوبهم لا أساس له في شرع الله مأخوذ من قصص الوراقين والحكواتية مع أداء تمثيلي بارع في تغيير طبقات الصوت ودموع العين.

استرهبوا بها أسماع الناس مع أدلة ضعيفة وأحاديث مكذوبة عنونوا لها «العائدون إلى الله» انتشرت بها كتيباتهم ومحاضراتهم وخطب المساجد ومنابر إعلامهم، قصص مبالغ فيها ركبوها تركيباً وكنا نصدقهم فلم نكن نسمع غيرهم.

أعود لبعض أكاذيبهم التي اخترعوها وألبسوها المقدس وتاجروا بها لإرهاب المجتمع وتحذيره وتخديره والتضييق على تصرفاته وخنقه منها كذبة الفتاة التى تحولت لـ «عنز» مشوهة لأنها استهترت بالقرآن وهي في حقيقتها لوحة فنية تخيلية مرسومة بالشمع لأناس مستنسخين، وتباع على موقع أمازون.

كذبة لشاب فتحوا قبره بعد ٣ ساعات فوجدوه متفحماً من أثر عذاب القبر والحقيقة أنها صورة لفتاة احترقت في حادث سير.

كذبة أن أرمسترونج وهو يطأ أرض القمر سمع صوت الأذان وفور عودته من رحلته الشهيرة أعلن إسلامه فعقد مؤتمراً صحفياً وكذب الموضوع جملة وتفصيلاً.

كذبة لوحة لفنان مصري حذفوا توقيعه منها وادعوا أنها صورة لحديقة في ألمانيا كونت جذوع الأشجار شهادة التوحيد وقد أسلم الكثير من الألمان وأغلقت السلطات الحديقة.

كذبة خامسة صورة من وكالة ناسا توضح خطاً على سطح القمر من أثر انشقاقه للنبي عليه الصلاة والسلام، وقد كذبت ناسا الصورة وقالت تم تعديلها بالفوتوشوب.

كذبة سادسة خروج نافورة رملية من أرض السعودية ادعى الصحويون باطلاً أنها من علامات الساعة، واستشهدوا بقوله تعالى (وأخرجت الأرض أثقالها) والحقيقة أنه أنبوب غاز مدفون تحت الأرض انفجر من قوة الضغط فخرج الهواء محملاً بالرمل على شكل نافورة وتولت أرامكو إصلاح الأنبوب.

كذبة أخرى ادعوا أن هناك أصواتاً تصدر من الأشجار في إحدى غابات أفريقيا وأن أحد العلماء صمم جهازاً لفك شفرة الأصوات فوجدوها تنطق بكلمة (الله) فأسلم بعدها جمع غفير وحسن إسلامهم، وهو خبر مفبرك للسخرية والاستهزاء من المسلمين.

يذكرني بالزنداني الذي اخترع جهازاً لسماع أصوات المعذبين في القبور بعد أن أبلغه البعض أن عاملين في شركات التنقيب عن البترول في سيبريا سمعوا تلك الأصوات.

أختتم بكذبة قالوا عنها معجزة هزت عرش العلماء الأمريكان جهاز رسم قلب كتب كلمة الله وهو يخطط قلب مريض أمريكي وأسلم عندها الطبيب،

وأن علماء أمريكان أسلموا بعد أن سمعوا ذبذبات لبعض النباتات وعندما أوجدوا جهازاً لتحليلها وجدوا أنها تردد الله الله وقالوا (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ)

كثيرة هي قصص الصحوة المضحكة.

فتاة ماتت وهي تلبس بنطلون جينز فالتصق بجسدها ودفنوها بجينزها وهي تعذب به الآن.

شاب عاصٍ لصقت كفاه بعورته لأنه كان يصفق للمغني طرباً.

غير القبور التي تلفظ جثث موتاها والثعابين بعضها أقرع والأخرى مرسلة شعورها والأكفان المحروقة وحفر جهنم تستقبل المتبرجة والتي تضع عباية على كتفها.

جيل كامل تحكمت في مفاصله الصحوة بهذه الحكايات فصحّرته بالعبوس والكآبة وكره الحياة، ألغوا شفافية الحياة وصدق الإسلام فعشنا الخوف، وكرهنا الحياة.

هذه بعض مثالب الصحوة التي عانى منها جيلي، حكايات وخرافات ألبسوها ثياب الدين ووقفوا عليها بدعوى حماية الفضيلة. لتحقيق ما تحلم به نفوسهم المريضة حتى أتى من دمرهم تدميراً.

أضم صوت قلمي للزميل مشاري في طلبه الملح بأن الحَاجَة قائمةٌ لخلقِ منابر توعية مضادة، ومنابر نقدية مستمرة، سواء من الجهات الحكومية أو غير الحكومية، فالوعيُ هو رأسُ المال، بل هو كلُّ شيء.