للأمانة يجب أن أعرض عليكم اليوم وجهة نظر زميل خالفني الرأي في مقال الأمس حول «نهاية الماكرونية» التي تحدثت فيها عن الفشل المتكرر لإدارة إيمانويل ماكرون لشؤون فرنسا.

كانت وجهة نظر زميلي المتخصص في الشؤون الأوروبية على النحو التالي:

إن الرئيس ماكرون هو لاعب تكتيكي ماهر للغاية ويبرع في لعبة ومناورة «السيرك السياسي» المعقد في السياسة الفرنسية.

دلائل زميلي على براعة ماكرون هي أنه دخل الحكم حينما أدرك حالة «الانسداد السياسي» في جسد السياسة الفرنسية، وعدم قدرة تيار واحد وحيد على تحقيق أي اختراق في معركة الانتخاب، فقام بتأليف تيار جديد يشمل قوى من كافة التيارات، ويعلن حزباً جديداً حصل على الأغلبية التي أوصلته إلى مقعد الرئاسة.

يضيف زميلي أن دعوة ماكرون للتحالفات الجديدة مكنته في الانتخابات الأخيرة من إيقاف ذكي للصعود الصاروخي لتيار اليمين المتشدد.

إن قوة ماكرون – حسب رأي زميلي – ليست في نجاحاته ولكن تكمن في قدرته على تكوين تحالفات وائتلافات مع الاشتراكيين وأحزاب الوسط، وبعض قوى اليسار تعطيه إما الأغلبية النسبية كما في آخر برلمان، أو الأغلبية العددية المطلقة كما هو متوقع في البرلمان الجديد.

ويضيف زميلي الذي أنقل عنه حرفياً وجهة نظره: «إن ماكرون يتبع سياسة التخويف من تطرف اليمين أو حماقة اليسار المتشدد وفي كل مرة – حتى الآن – ينجح».

نقلت وجهة النظر المخالفة لرأيي الذي كتبته والآن أسأل: هل السياسة الناجحة هي النجاح في «تركيب» تحالفات للحكم فقط، أم هي في الأساس تسعى لتحقيق أكبر قدر من الرضاء لدى المواطنين؟

تأملوا فرنسا هذه الأيام، إنه شعب ساخط غير راضٍ، يعبر عن ذلك بُغض وتظاهر وأحياناً بعض العنف.