‏ورشة عمل أستشعر رحاها تدور في وزارات الدولة وهيئاتها، مشاريع بدأت تنفض الغبار عنها، ومشاريع شابتها أخطاء.. بدأ تصحيحها، بعد ان نُسيَت في الأدراج سنوات طويلة، وقد حان وقت فتح ملفاتها.

من هذه الملفات أمراض اجتماعية، ومشاكل متناهية العمق في تركيبتنا السكانية، وبرنامج العمل في كل وزارات الدولة، كلها ملفات طالتها خيوط العنكبوت، وحالت دون فتحها والمضي في تنظيفها.

ورشة عمل كبيرة أستشعرها حقيقة من خلال إعلامنا وصحافتنا، التي تنقل لنا بداية التعامل مع كم من المشاكل، وكم من الإهمال، وكم من التأجيل، وكم من التعطيل، لست بمكان الحديث عن أسبابها، لأن

هذه المرحلة الصعبة من حياتنا، علينا أن نركز على القادم من الأيام.

هذه الورشة التي فرح لها الكثير، ولم يتفق معها بعض المستعجلين لنتائجها، «وهذا بنظري قد يكون سبباً في تمدد إحباطهم وشعورهم بعدم جدية الإدارة الحالية» والجديدة المعروفة بجديتها وحزمها في تطبيق القانون، وتحقيق كل الآمال، التي تنفسناها كلنا في بداية هذه الحقبة، إضافة إلى ممانعة بعض الافراد والجهات الذين يستفيدون من استمرار الوضع الخاطئ.

هذا الحجم من العمل والتعديلات والتطويرات، يجب أن يواكبه من ناحيتنا نحن المواطنين، طول النفس واتساع البال، لأن الحلول السطحية والسريعة لن تجدي.

مثال على ذلك، أي مرض يعاني منه الإنسان، إذا ما تم علاجه بشكل سريع، من دون عمل الفحوصات اللازمة والتشخيص الدقيق، فلن يصرف له الدواء الفاعل والناجع، بأسلوب واضح ومستمر، مما سيحول دون الشفاء الكامل.

نحن في الكويت نحتاج إلى حلول جذرية جادة، قد تكون صعبة، وقد تكون مؤلمة في كثير من الأحيان، إلا أنها ضرورية جدا، حتى ينهض مجتمعنا بصورة سليمة، وهذا سبب كافٍ لطول وتمدد فترة انتظارنا لاستكمال كل النتائج، واتخاذ كثير من القرارات الجديدة والجادة، والبدء بتنفيذها سريعاً وبشكل جاد.

وهذا كله أمر ضروري، بعد ان استفحلت في مراحل سابقة أمراض، وتمدّدت أخطاء في مجتمعنا بسبب غياب الرقابة وتوهان المحاسبة لأسباب عديدة.

ولا يخفى على أحد أن الالتزام بالقانون مطلوب في أي مجال من مجالات الإصلاح، وفي أي مجتمع أرهقه الفساد وأضاع إنجازاته، حتى سئمنا الانجازات بفعل ماضٍ فقط، مما يؤكد ضرورة تحلينا بالصبر والعزيمة، وعدم الحكم على الادارة الجديدة مسبقاً بأحكام غير عادلة، قبل مرور سنة على الاقل، خاصة مع تباشير جميلة مُبهجة، لا يمكن بأي حال من الاحوال تجاهلها أو إغماض العين وصم الأذن عنها.

تفاءلوا خيراً.. الإنجازات كثيرة، والإيجابيات على مستوى الكويت والعالم بدأت تظهر على سطح صحفنا ووسائل الإعلام، بفضل شبابنا المبدعين من الجنسين، الذين عندما يجدون التقدير والاهتمام، يغردون بالنجاحات، وهذا كله يبشر بأن القادم أجمل، والخير بقبال.

إقبال الأحمد