عبدالله خلف

في رواية للتوارة، تقول إن البطل الأسطوري شمشون، كان صاحب قوة خارقة، قد أسره الفلسطينيون في دولتهم فلسطين قبل آلاف السنين، وقال بعض الرواة إنه قد دُفن في غزة في مقبرة (بني مَيْس) المْنُدَرسة، وعُرفت بمدرسة هاشم بن عبد مناف، وبجوارها قبره، كما أن هناك قبر الشيخ محمد شمس الدين أبي العزم، والمدرسة أُقيمت في العهد العثماني... وأبو العزم، كان ذا قوة فاقترنت سيرته بسيرة شمشون الجبار «مجلة العربي الكويتية - عدد 47 - صفحة 158 وشمشون الخيالي... والذي أراه كذلك - كتب عنه مسلمون بطريقة (العنعنة) التي زيّفت المراجع العربية الفقهية والأدبية وكل رجل قوي يحذفون مئات السنين من سيرته ليجعلوه مسلماً بعنعنة (الزّور)».

قرأتُ كتاباً للأستاذ صلاح بن هندي، الأديب السعودي، وقد اعتمد على عنعنة بعض المسلمين حيث قال: ذكر الطبري في تاريخه « شمشون كان من قرية من قرى الروم فهداه الله للرشد، وكان قومه أهل أوثان يعبدونها ودخل في معمعة العنعنة».

حدثنا ابن حميد قال: «حدثنا سلمة عن ابن إسحاق، عن المغيرة بن أبي لبيد، عن وهب بن منبه اليماني، أن شمشون كان رجلاً مُسلماً...».

والطبري، جاء من فارس بعد الإسلام بقرنين هو وبعض الفقهاء من فارس فوصفوا مراجعتنا الفقهية والأدبية بالعنعنة الخيالية، هكذا هو قبل الإسلام بمئات السنين، كما جاء في التوراة ليجعله الرواة المسلمون، مسلماً.

ورواية التوراة تقول إنه هدم في المعبد مع أعدائه الفلسطينيين. هكذا ممن أراد الإساءة للمسلمين من غير المسلمين يجد في مراجعنا الإسلامية المتناقضات.

والمراجع الإسلامية تقول إن شمشون المسلم يغزو عن أمةٍ كاملة فيقتل ويسلب الأموال والنساء لوحده... وإذا عطش انفجر له الحجر فتدفق نهراً، واتفق قوم مع زوجته لقاء أجرٍ بأن تربطه وهو نائم ثم تجدع أنفه وقيل تقص شعر رأسه... ويربطه المسلمون بقصص مع عمرو بن معدي كرب، في صدر الإسلام غير عابئين بآلاف السنين التي أسقطوها.

وقال إن زوجته (دليلة) قد أرادت اختبار قوته فقطعت خصلة من شعره ونقيض المعتقد بأن شعره لا تقطعه السيوف في بعض الروايات، إذاً كيف قطعت زوجته دون أن يشعر وهو نائم؟ وتقول رواية التوراة إن شمشون وقع في الأسرِ الفلسطيني، وما أكثر الخرافات في الكتب.

في معركة دامية عُرض على الناس وقد فقئت عيناه في هيكل (داغون) في غزة، فطلب شمشون من الله أن يعيد له قوته للمرة الأخيرة، وصاح لتمُتْ روحي مع الفلسطينيين ثم رفع بيديه نحو هيكل (داغون) فانهار سقفه فقُتل هو وأعداؤه الفلسطينيون في قوله عليّ وعلى أعدائي.

هذه الحكاية من نسج الخيال اليهودي وإلا كيف يكون الشعب الفلسطيني كأفراد قليلين يسعهم المعبد فيفنون تحت سقف المعبد؟ والحكاية الفلسطينية قد تكون حول شخص قوي فيهم هو الشيخ محمد شمس الدين أبي العزم، شديد القوة فأطلقوا عليه شمشون الجبار، فتداخلت الروايات لتنسج قصة خيالية حول شمشون الجبار.

أُسطورة شمشون:

صدر كتاب (الخيار شمشون) للكاتب الصحافي الأميركي سيمور هيرش، جاء في الكتاب ( أن خلافاً نشب بين أصحاب الرأي الإسرائيلي الطرف الأول عارض إنشاء مشروع ديمونا، لان مساحة إسرائيل محدودة في وسط محيط عربي، وهذه الأسلحة النووية ستكون وبالاً على إسرائيل والمحيطين بها من الدول العربية.

والطرف الآخر، أيد الضرب بالعمق العربي كضرب القاهرة وأسوان وبغداد ودول المغرب العربي، وفي حرب 1973 كاد زناد الصواريخ النووية يضغط ولما تدخلت أميركا أغنتهم عن السلاح النووي).