علي محمد الحازمي
تلطخت معظم الأسواق العالمية باللون الأحمر منذ يوم الجمعة الماضي، وسقطت أسعار السلع -دون استثناء- سقوطاً حراً. ما بين خوف من دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود، وخيبة أمل الأسواق العالمية من الفيدرالي الأمريكي في تأجيل خفض معدلات الفائدة مرة تلو الأخرى مما حدا بالقطاع الاستثماري لتسريح عدد من الموظفين؛ ارتفع على أثر ذلك معدلات البطالة لتصل إلى 4.3 %. على الرغم من أن أساسيات الاقتصاد الأمريكي ليست بهذا السوء الذي يستوجب كل هذا التدافع، إلا أن الخوف لدى العديد من المستثمرين كان هو المسيطر على تلك الأسواق العالمية. فما هو حقيقة وتركيبة مؤشر الخوف أو مؤشر التقلب (VIX)؟
مؤشر الخوف أو التقلب (VIX) هو مؤشر يتتبع توقعات السوق للتقلبات المستقبلية لمدة 30 يوماً استناداً إلى خيارات مؤشر S & P 500 ويستخدمه المستثمرون كمقياس لمشاعر السوق وأداة لإدارة المخاطر. غالباً، يميل إلى الارتفاع عندما تكون الأسواق متقلبة وينخفض عندما يسود الهدوء تلك الأسواق. تشير القيم الأقل من 20 عموماً إلى سوق هادئة والقيم الأعلى من 30 تشير إلى سوق أكثر تقلباً. وحتى تتضح الرؤية، ترتبط ارتفاعات مؤشر التقلبات بفترات الاضطرابات أو عدم اليقين في الأسواق، مثل أثناء الأزمة المالية في عام 2008 أو جائحة كوفيد وأيضاً عاود «مقياس الخوف» الظهور خلال الأزمة الحالية التي تعيشها الأسواق العالمية.
بطبيعة الحال، العلاقة بين مؤشر الخوف واتجاهات سوق الأوراق المالية علاقة عكسية، فعندما ترتفع سوق الأوراق المالية أو تستقر، يميل مؤشر الخوف إلى الانخفاض، مما يشير إلى بيئة هادئة نسبياً ومنخفضة التقلب. وعلى العكس من ذلك، عندما تنخفض سوق الأوراق المالية أو تشهد اضطرابات كبيرة، يميل مؤشر الخوف (VIX) إلى الارتفاع، مما يشير إلى زيادة تقلبات السوق وعدم اليقين لدى المستثمرين.
وفي السياق ذاته، ينظر إلى مؤشر الخوف (VIX) باعتباره مؤشراً استشرافياً؛ لأنه يعكس توقعات السوق للتقلبات المستقبلية وليس مجرد التقلبات التاريخية؛ لذلك يمكن أن تسبق أو تتزامن ارتفاعات مقياس الخوف (VIX) أحياناً مع انخفاضات سوق الأوراق المالية، حيث يصبح المستثمرون أكثر خوفاً ويبدؤون في التحوط في مراكزهم. وعلى العكس من ذلك، يمكن أن يشير الانخفاض المستمر في مؤشر التقلب (VIX) إلى زيادة ثقة المستثمرين واستمرار محتمل للاتجاه الصعودي لأسواق الأوراق المالية.
التعليقات