عبده الأسمري

علمتني الكتابة أن يكون قلمي «محايداً» يصنع «الموضوعية» في أعلى صورها ويوظف «الاحترافية» في أبهى حالاتها بعيداَ عن «الذاتية» و«المداهنة» لذا فإن على لساني الكثير من الأحاديث، وفي قلبي العديد من الأمنيات، وبين ثنايا فكري «آراء» أتمنى أن تزهو وتزهر في أفق هذا الوطن العظيم.

حتى يكون لدينا إعلام حقيقي منصف علينا أن نضع «الشفافية» عنواناً لكل التفاصيل المتعلقة بالرأي العادل المنصف بعيداً عن «وجهات النظر» العابرة على عتبات «العواطف» أو «الميول» وعلى المقنعين ذوي «الأوجه» المتبدلة أن يغادروا ساحات «كتابة الرأي» لأنها لا تقبل المجاملين؛ وخصوصاً أننا في خطوات متسارعة نحو المستقبل المشرق والغد الواعد الذي لا يحتمل المداهنة والمجاملة ولا النقد الجارح أو الانتقاد القاسي أو التسرع المرفوض.

نحتاج إلى إعلام وسطي متزن يقول كلمته العادلة متجرداً من كل شوائب الذاتية أو الأنانية أو الشهرة حتى يتحول «النقد» المبني على البراهين إلى «تخطيط» وصولاً إلى تحقيق أهداف الرأي في موضوع أو ظاهرة أو مشكلة أو قضية تستدعي من «القلم» أن يرصدها ويدعمها بالانتقاد والتحليل والرأي وفق أسس موضوعية قائمة على الاعتراف والإنصاف ومعتمدة على الأمانة والشفافية تحت عناوين عريضة من «الصدق» و«الإخلاص» و«النزاهة».

أتحاشى دوماً الحديث في «الرياضة» بعد أن رأيت إعلامنا الرياضي في جدال وتجادل منذ سنوات وسط «طغيان» صوت التعصب و«غلبة» صدى الأنا ورغم ذلك فقد كتبت في ثنايا مقالات سابقة بتصريح دون تلميح عن ذلك «التشوه البصري والسمعي» الذي يظهر على برامجنا الرياضية وتحول بعضها إلى ما يشبه «المقاهي الشعبية» وتحول منصاتها في التواصل الاجتماعي إلى «مسرح مفتوح» للتباغض والتعدي حتى أن الأمر تجاوز ذلك إلى الوقوف على عتبات المحاكم للتقاضي.

أتمنى تنظيف «طاولات» الإعلام الرياضي من الدخلاء المدافعين والمنافحين عن الشعارات والألوان والتعصب، والقائمين بالدفاع عن «أندية» لها مسؤولوها ومراكزها الإعلامية ومتحدثيها الرسميين.

خرجنا من «أولمبياد» باريس «خالي الوفاض» بدون نتائج مشجعة على الأقل وتعرضنا لخيبة أمل واضحة لا يمكن إخفاؤها وحينها انقسم الإعلام لدينا وحتى المغردين ممن يسمون أنفسهم «إعلاميين» بالمجان إلى صنفين في اتجاهين متعاكسين حيث أمعن الصنف الأول في توجيه «اللوم» وتسليط «النقد» وتعمد «الفوضى» في وصف المشهد دون ربطه بالحلول وهذه «سقطات» تكشف الإعلامي الأصيل من الدخيل.. أما الصنف الآخر فقد أتقن دور «المجاملة» متكئاً على «أسطوانة» التخطيط طويل المدى ومردداً «المقولة» البائسة خسرنا بطولة وكسبنا فرق!

والمفترض في ذلك أن يظل الانتقاد في مساحته «الوسطى» التي تؤصل الاتزان في النقد والتوازن في الطرح من خلال المطالبة بمراجعة حقيقية لكل ملفات الاتحادات المختلفة، وأن يُحاسب المقصرون في أعمالهم فالأمر يتجاوز النظرة العامة إلى ما هو أدق في التفاصيل التي صنعت «الخيبة» وأخرجت «الخذلان»!

الأمثلة متعددة فهنالك من يصنع «المديح» ويوظف «الثناء» ليتحول من كاتب رأي أو إعلامي منصف إلى «مجامل» لذا فإننا بحاجة إلى إعادة النظر في المشهد الإعلامي والاستعانة بالمهنيين الحقيقيين في صناعة أمنيات المستقبل الإعلامي المشرق بكل احتراف وإنصاف بعيداً عن «المجاملة».