عبدالعزيز التميمي

لي قناعتي الخاصة الرافضة لكل أنواع العنف والقتل والتمييز العنصري الذي ارتكبه بعض الأشخاص، طغاةً كانوا أو ديكتاتوريات عنصرية يحرّكها الوازع العِرقي أو الحزبي أو المذهبي. وأفضل من ذلك نشر المحبة والإخاء والسلام بين بني البشر، فالمكون العنصري من عِرق واحد ينمّي في النفوس غروراً معيباً ويزرع الفرقة والشقاق بين بني الإنسان ويكون باباً إلى نهاية تلك العنصريات بكل أشكالها، فالأمم التي بُنيت على هذا الأساس دحرت وانتهت وضاع صيتها.

والمكون الحقيقي والصحيح لتكوين المجتمعات والدول والأمم هو المكون البشري، فمختلف الأعراق تنسجم في تأسيس كيان موحد يسمى (الدولة) ولا يقنعني من يتفاخر بعِرقه وتاريخه البعيد بقصد التعالي على الناس كما حصل في الإبادات البشرية في مراحل التاريخ المختلفة إلى يومنا هذا، فقد فشلت روما بإبادة المسيحيين في مصر بعد احتلالها عام 284م مستخدمة البطش والقتل بهدف الإبادة.

وكلنا يذكر تاريخ الفصل العنصري في جنوب أفريقيا عام 1948 من أقلية بيضاء البشرة فرضت الفصل العنصري لأكثرية السكان السود من كل النواحي المعيشية والوظيفية والمشاركة السياسية متوقعين الاستمرار في حكمهم بهذه الطريقة غير الإنسانية، فكان الفشل نصيبهم وحال دون استمرارهم فنجحت إرادة الأمة على طغيان العنصرية عام 1990، حيث أُلغيَ الفصل العنصري بين طبقات المجمتع وانتصرَ الحق على الباطل فحكمَ السود جنوب أفريقيا وأُطلق سراح الزعيم نيلسون مانديلا (1918 -2013) من سجنه فكان في عام 1994 أول رئيس من الغالبية السوداء يحكم رئيساً لبلد جُبل على الفصل والتفرقة والاضطهاد لبني البشر، وثبت أنه لا يدوم ولا يستمر الظلم والاستبداد وأنه لا خير في العنصرية والتعالي على الناس فكلنا من آدم، وآدم من تراب، فهل من متعظ أرجو أن ننتبه لذلك قبل فوات الأوان.