كنا قديماً نتحدث عن فكرة «تحويل العالم إلى قرية صغيرة»، واليوم أصبحنا نرى هذا المفهوم حاضراً في ظل التطور التكنولوجي وتقدم الوسائل الإعلامية وتزايد أدواتها وتحول أفراد المجتمع من متلقين إلى مؤثرين وصناع محتوى.وساهم انتشار الإنترنت وتزايد إقبال الأجيال الحالية على استخدامه إلى تحويل الفكرة التي كنا نحلم بها بالأمس إلى واقع، حيث يشير تقرير الإمارات الرقمية 2023 الصادر عن هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية الى أن عدد مستخدمي الإنترنت في الإمارات بلغ 9.38 مليون فرد، وبالنسبة للاستخدامات المفضلة لديهم فقد بلغ عدد الباحثين عن المعلومات 54.1%، وبلغت نسبة مشاهدة الأخبار ومتابعة الفعاليات 44.6%، وبلغت مشاركة الأفكار والآراء 32.2%، وتحتضن الدولة 10 ملايين حساب نشط في مواقع التواصل الاجتماعي.ومع هذه التطورات التكنولوجية ووجود وسائل التواصل الاجتماعي وما حققته من انفتاح وازدهار علمي وتقني، خصوصاً في نشر المعرفة وتعزيز التواصل الإنساني وتسهيل استمرارية الأعمال في القطاعات كافة، إلا أن ظهور مفاهيم سلبية وموجهة مثل مفهوم التزييف العميق بهدف التلاعب والتضليل الإعلامي ونشر الأخبار الزائفة والشائعات يشكل خطراً عالمياً.وقد حرصت دولة الإمارات على الاستفادة من أدوات اقتصاد المعرفة وتوظيفها لتحقيق الرخاء المجتمعي وتوفير جودة حياة رقمية ذات قيمة مضافة، باعتبارها قوة اقتصادية رائدة في قطاعات المستقبل الواعدة، وقامت بمراجعة تشريعاتها وقوانينها لتصبح أكثر مرونة ومواءمة مع متغيرات العصر، وفق أحدث الممارسات العالمية، وبما يعزز مكانتها الإعلامية، ويسهم في نمو القطاع ، وأصدرت قانوناً اتحادياً في شأن تنظيم الإعلام بهدف تنظيم الأنشطة الإعلامية، والارتقاء بجودة المحتوى الإعلامي في الدولة، واحتضان الموهوبين والمبدعين، والمساهمة في ازدهار أعمالهم واستثماراتهم، واستقطاب كبرى المؤسسات الإعلامية الدولية لتتخذ من الإمارات مقراً لأعمالها، وإطلاق المرسوم بقانون اتحادي رقم 34 لسنة 2021 في شأن مكافحة الشائعات والجرائم الإلكترونية. وتواصل الجهات المعنية تقييم المحتوى الإعلامي المتداول محلياً، لضمان عدم احتوائه على مواد مخالفة لمعايير المحتوى الإعلامي المعمول بها في الدولة.وانطلقت من الإمارات مبادرات استراتيجية تفاعلية استهدفت صناع المحتوى والمؤثرين وممثلي المنصات الرقمية من جميع دول العالم، لتوحيد السياسات والتكاتف لنشر محتوى إعلامي رقمي هادف ورصين يحافظ على هويتنا الوطنية وقيمنا الإنسانية الأصيلة من أية تأثيرات سلبية.إن أفراد المجتمع لديهم دور مشترك ومسؤول في الحفاظ على بيئة رقمية آمنة من خلال الالتزام بأخلاقيات المواطن الصالح ومبادئ المواطنة الرقمية، وإيقاف نشر كل ما هو زائف وسام ومن شأنه إثارة الرأي العام.اكس: Alya_alyassi
- آخر تحديث :
التعليقات