قد يكون من أهم توازنات الحياة على الأرض، أن تكون هناك فوارق بين البشر، ليحصل التكامل، وليكون للتعاون بين الناس هدف يسعى لتحقيقه كل إنسان، وكذلك الأمر ينطبق على الدول، فمنها القوي ومنها الضعيف، منها الداعم ومنها من يحتاج إلى الدعم.. وقد تتجلى قمة التوازن في كل عمل إنساني يهب فيه فرد لمساندة آخر، وتهب فيه دولة لدعم أخرى بما يعود على الشعوب والمجتمعات بالخير. احتفال دول العالم باليوم العالمي للعمل الإنساني تحت شعار «العمل من أجل الإنسانية»، كان بمثابة تذكير بأهمية إعلاء «الإنسانية» وقيمة الإنسان وحقه في العيش بكرامة على وجه الأرض، وتذكير باستمرار المآسي في دول متفرقة حول العالم تحتاج شعوبها إلى من يمدهم بمختلف أشكال وأنواع المعونات، وتذكير بلا شك بأن العمل الإنساني لا يأتي مصادفة ولا يكون عابراً، بل هو سمة النبلاء الذين يلازمهم حبهم للمساعدة طوال حياتهم ويدفعهم باستمرار إلى التطوع والوقوف في الصفوف الأمامية لإنقاذ الآخرين، وهؤلاء يدفعون الثمن أحياناً ويصبحون ضحايا. الإمارات من أوائل الدول التي تهب للمساعدة وترفع شعار العمل الإنساني طوال أيام السنة ولا تنتظر احتفالاً ولا مناسبة لتقدم للعالم مثالاً طيباً عن معنى العطاء وكيفية الإسراع للإنقاذ في أي وقت وأي ظرف، سواء كان الظرف الطارئ بسبب كوارث طبيعية أم حروب أم أزمات اقتصادية وفقر وجوع.. بلا تردد تسرع الإمارات إلى إرسال المؤونة والمساعدات العينية والغذائية، وترسل وفوداً من شبانها المتطوعين إلى مختلف أنحاء العالم تلبية لكل نداء إنساني، دون أي تردد ودون أي اعتبارات لحسابات سياسية أو عرقية أو دينية أو طائفية.الإنسان هو الإنسان بالنسبة للإمارات، والعمل الإنساني رسالة تنشرها حول العالم، وبذرة زرعتها منذ تأسيسها وتحرص على أن تنمو وتكبر وتتطور مع تطور الدولة.. تلك مبادئ راسخة لا تحيد عنها الإمارات، ووجودها الإنساني في أي أرض فيها نزاع أو حروب أو صراعات أو كوارث.. تكون فيه رائدة وسباقة. ما تتميز به الإمارات أيضاً خلقها الفرص والمبادرات والفعاليات التي تحث من خلالها الأفراد والمؤسسات على المشاركة في الأعمال التطوعية والإنسانية، لذلك يترسخ العمل الإنساني في النفوس ويتعلمه الصغار في المدارس وتدعمه كل المؤسسات الرسمية والخاصة بمختلف المجالات والوسائل، كل تلك المبادرات هي رسائل عطاء مستمرة من الإمارات إلى العالم.
- آخر تحديث :
التعليقات