تتبوّأ دولة الإمارات مكانة رائدة في مجال استشراف المستقبل؛ حيث إن هذه العملية جزء لا يتجزّأ من استراتيجية الدولة لتحقيق التنمية المستدامة والتميز في العالم. وتأتي هذه الرؤية، ضمن إطار توجيهات القيادة الرشيدة التي تسعى لتأمين مستقبل مشرق للأجيال القادمة، عبر استباق التحديات والتغيّـرات العالمية، ووضع استراتيجيات مبتكرة تضمن الاستعداد التام لمواجهة أي تطورات.تسعى حكومة الإمارات إلى تحقيق رؤيتها المستقبلية، بمجموعة من الخطط والمبادرات التي ترتكز على الاستدامة، والابتكار، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة، وتشمل هذه الخطط إطلاق مشاريع كبيرة في مجالات الطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي، والفضاء، والتعليم المتقدم. كما تهدف الدولة إلى تعزيز الاقتصاد الرقمي، وتحقيق الريادة في مجالات متعددة، مثل الصناعة، والخدمات الحكومية، والرعاية الصحية. على المؤسسات الحكومية مواكبة رؤية الدولة المستقبلية، عبر تبنّي نهج استشرافي في عملياتها واستراتيجياتها، ويتطلب ذلك اعتماد التفكير الإبداعي والابتكار أساساً لتطوير الخدمات، فضلاً عن تحسين كفاءة العمليات الداخلية. وكذلك، ينبغي للمؤسسات الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي؛ لضمان قدرتها على المنافسة في الاقتصاد الرقمي المتسارع.كما يتعين عليها التركيز على تنمية رأس المال البشري، بتوفير برامج تدريبية متقدمة، وبيئات عمل تحفز على الابتكار والتطور المستمر؛ حيث إن تطوير المهارات والمعرفة لدى العاملين يعدّ عاملاً حاسماً في تحقيق الأهداف المستقبلية، للمؤسسة والدولة على السواء.يؤدي الأفراد دوراً محورياً في تحقيق الرؤية المستقبلية لدولة الإمارات؛ لذا من الضروري أن يتبنّى كل فرد نهج الاستعداد والتعلم المستمر، لمواكبة التغيرات السريعة في بيئة العمل والحياة، ويجب على الأفراد الاستثمار في تطوير مهاراتهم الشخصية والمهنية، خاصةً في مجالات التكنولوجيا والابتكار، حيث ستصبح هذه المهارات أساساً للتوظيف والنجاح في المستقبل.يشجّع استشراف المستقبل على التفكير الاستباقي، والتحلي بالمرونة للتكيّف مع المتغيرات، وتعزيز الوعي بمسؤولية الفرد تجاه المجتمع، والمساهمة في تحقيق الأهداف الوطنية يُسهم بشكل مباشر في تحقيق الرؤية الشاملة للدولة.يمثل استشراف المستقبل في الإمارات ركيزة أساسية لتحقيق طموحات الدولة في مختلف المجالات، عبر التخطيط السليم، والابتكار، وتبنّي التكنولوجيا. وتستطيع الإمارات ضمان مستقبل مزدهر ومستدام، وعلى المؤسسات والأفراد على السواء أن يكونوا جزءاً من هذه الرؤية الطموحة، عبر تبنّي التفكير الاستشرافي والابتكار، أساساً لنجاحهم وتحقيق أهدافهم.
- آخر تحديث :
التعليقات