علي محمد المطروشي
التنافس إحدى العمليات الاجتماعية الرئيسية التي تتحكم في حياة الأفراد والمجتمعات، شأنها شأن عمليات التكيف والتعاون والصراع، التي يضطلع بدراستها علمُ الاجتماع العام، والتنافسُ يعني الرغبةَ في الاستحواذ على المنافع المادية أو المعنوية المحدودة.
كما يعني التسابُق لبلوغِ الأهداف، مما يترتب عليه فوزُ الطرف الأقوى على الطرف الأضعف، وتشمل المنافسةُ مختلفَ جوانب الحياة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتلعب دوراً رئيسياً في دفع عجلة التقدم والتطور. ويهمنا هنا الحديثُ عن تنافس عناصر التراث الثقافي والاجتماعي القديمة والجديدة في مجتمعنا المحلي على البقاء والاستمرارية خلال العقود الخمسة الأخيرة.
حيث إن التغير الاجتماعي الكبير والمتسارع قد أدى إلى بروز عناصر ثقافية جديدة لا تحصى في حياة شعب الإمارات، جاءت عبر قنوات متعددة ومتنوعة، وأخذت تُزاحم القديمَ النمطي المُعتادَ وتحاول إزاحته لتحل محله، وتتفاوت نسبةُ نجاح الجديد في التغلب على القديم ما بين (سمة ثقافية) إلى أخرى، وما بين شريحة اجتماعية وأخرى، ولدراسة تلك العملية (المنافسة) يمكننا إجراء مقارنات بين عناصر مختارة من التراث الثقافي الإماراتي بين مرحلتين لاستطلاع نتائج المنافسة على الصدارة والاستمرارية وما استجد في حياة الناس من قيم وأفكار عملت على تغيير كثير من أنماط المعيشة.
ومن المقارنات المقترحة لخدمة هذه الدراسة: أولاً، عادات وتقاليد الأعراس بين مرحلة بداية الاتحاد والمرحلة الحالية، كمثال على التغير في العادات والتقاليد. ثانياً، تفسير الظواهر الطبيعية والاجتماعية تفسيراً علمياً أو خرافياً، كمثال على منافسة مقررات العلم الموضوعي الحديث للمعارف القديمة والخرافة في عقليات الناس، ومدى تغلبه عليها خلال العقود الماضية.
ثالثاً، نظرة الناس إلى مكانة ودور المرأة في المجتمع الإماراتي المعاصر مقارنةً بمكانتها ودورها عند قيام دولة الإمارات، كنموذج على تغير الاتجاهات النفسية - الاجتماعية تجاه تعليم وعمل الإناث في مختلف الوظائف وإتاحة الفرصة للارتقاء إلى مناصب عُليا في السلم الوظيفي. ولا شك في أن عملية التنافس تُحسَم لصالح العناصر والسمات الأكثر جدوى ومنفعة وذلك تبعاً للقانون الحيوي (البقاء للأصلح) أي لمن يمتلك مقومات البقـاء والاستمرارية.
التعليقات