سهوب بغدادي

فيما تعرف المحيطات جغرافيًا بالمسطحات المائية التي تطوّق وتحيط باليابسة، وتحتل أكبر مساحة من الكرة الأرضية بما يوازي 71 % لذا، فإن مفهوم المحيط واسع ويشمل العديد من الأمور على مدى أبعد، كالمحيط الخارجي، ومحيط الإنسان، والأهم من ذلك أن من أسماء الله الحسنى «المحيط»، الذي أحاط بكل شيء علمًا، وقدرةً، ورحمةً، وقهرًا، وهو العالم جلَّ جلاله بأمرك جلّه ودقّه، إذ يؤثِّر المحيط على سبيل المثال في الإنسان، فإذا صلح محيطه صلح حاله تباعًا احتمالاً، والعكس صحيح في أغلب الأحيان، في حين يعد المحيط الداعم مهماً ومفصلياً للشخص منذ نعومة الأظافر حتى الكبر، وقس على ذلك، محيط العمل ومحيط الأصدقاء، والأهل ... إلخ، حيث يغلب ما في المحيط ومحتوياته على الشيء، سواءً أكان إيجابيًا أم سلبيًا، من هنا، نستنبط أن الصاحب ساحب للأعالي وما دونها -حمانا الله وإياكم- وتكثر الاقتباسات والحكم والأقوال في هذا الصدد، وخير ما يذكر في هذا الموضع الحديث عن أَبي موسى الأَشعَرِيِّ: أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً» متفقٌ عَلَيهِ.

ختامًا، إن المحيط مرتبط بالتأثير والأخير ينعكس مباشرة على المتأثّر، فيتبدل الحال وتتقلب الأحوال معه.

«إذا كان المحيط يستطيع تهدئة نفسه بنفسه، فأنت كذلك تستطيع».