منى العتيبي

يتحدث اليوم عبر منصات التواصل الاجتماعي عن قوانين الحياة، وكلٌ يدلي بدلوه، ويفتقد حديثهم غالبًا عن حاجة الأشخاص الحقيقية لصناعة قوانين تتناسب مع حركة الزمن والمكان اليوم والتقدم الذي يعيشه الإنسان على المستوى الفكري والنفسي والثقافي وكل المستويات كافة. وقوانين الحياة التي أقصدها في مقالتي هذه هي مجموعة من المبادئ التي تحكم سلوك الإنسان وتوجهاته، وهي التي تعكس التجارب الإنسانية والدروس المستفادة في كل ما يمر على الإنسان وتساعده في فهم حياته بشكل أفضل.

في تصوري هرم هذه القوانين هو قانون التغيير، حيث إن الحياة دائمة التغير، ولا يمكن للإنسان أن يتجنّب التغييرات، ومن المهم أن نتعلم ونصنع جيلًا يثقف جيدًا كيفية التكيف مع هذه التغييرات، سواءً كانت إيجابية أو سلبية. والقانون الثاني هو السبب والنتيجة أي كل فعل له نتيجة، وهذا القانون يشير إلى أهمية اتخاذ القرارات بعناية، حيث إن الأفعال التي نقوم بها اليوم ستؤثر على مستقبلنا، وأرى بأن أغلبنا يفقد هذا القانون ويعيش على «خبط عشواء مَن تصب»!

وأيضًا لا بد أن نركز على قانون التوازن، فالحياة تحتاج إلى توازن بين العمل والراحة، وبين العلاقات الشخصية والوقت الذاتي. هذا التوازن يساعد في تحقيق السلام الداخلي والسعادة، ويصنع مجتمعًا منسجمًا مع تطلعات المستقبل. وهناك قانون «النية» وأقصد به ضرورة وجود نية واضحة نحو ما نمارسه في الحياة، وهذا القانون يساعد في توجيه الأفعال نحو تحقيق الأهداف، وأن نكون واعين ومنتبهين لنياتنا، وأن نعمل بجد لتحقيقها.

ومن المهم أيضًا أن نلتفت لقانون الوقت، الوقت هو مورد محدود، وإدارة الوقت بشكل فعّال هي مهارة ضرورية لتحقيق الإنجازات والنجاح في الحياة، والمستقبل القريب والبعيد يحتاج منّا أن نتعلم كيف ندير الوقت فيه؛ كي لا يعبرنا الزمان دون بناء حضارة وهوية تخصنا. ونحن حقيقةً لانستطيع أن نمنح حياتنا مزيدًا من الوقت، ولكن يمكننا أن نملأ أوقاتنا مزيدًا من الحياة والشغف.

ولاسيما أن نعطي قانون العطاء أهميته، تلك الطاقة الإيجابية التي نستمد منها شعورنا بالراحة والسعادة، ونبعثها للآخرين، وتعزز من علاقاتنا الاجتماعية، فالابتسامة عطاء، والكلمة الطيبة عطاء، ودعوة في ظهر الغيب عطاء. العطاء سمة راقية تسهم بدورها في بناء مجتمع متعاون ومترابط.

ختامًا.. الحياة قوانين وليست لعبة! وتعتبر قوانين الحياة بمثابة إرشادات تساعدنا على فهم أنفسنا والعالم من حولنا، وأرى إدراكها يسهم في صناعة جودة حياتنا، وبها نستطيع أن نحسن نوعية حياتنا، وتحقيق الأهداف التي نسعى إليها.