عثمان بن حمد أباالخيل

الإنسان كبير السن الذي يمر بمشاعر الخوف يتوجب عليه أن يحتفظ بالتوازن النفسي من خلال التفكير بموضوعية في طبيعة المرحلة العمرية وحدودها، وكيفية التصرف قبل أن تأخذه بعيداً في عالم مخيف لا يستطيع التحكم بنفسه.

الإنسان الذي يخشى من تقدم العمر لن يغيِّر شيئاً من الواقع، ولن يوقف الزمن، ولن يغير سنن الحياة. في الواقع قد يتحول هذا الخوف إلى خوف مرضى أو فوبيا، وهذا ما يعرف بـ «الجيروسكوفوبيا» أو رهاب الشيخوخة. تقلق النساء في كل أنحاء العالم من التقدم في العمر أكثر من الرجال، وهذا ما أثبته استطلاع أجري في 12 دولة من قبل المركز الصحي البريطاني. عندما يكبر الإنسان في العمر، وتصبح مخاوفه شبيهة بمخاوف الأطفال، يكبر معه الخوف من الوحدة. من الطبيعي وهذا يختلف بين عمر الإنسان الحقيقي والبيولوجي في ضعف البشرة وتصبح أقل مرونة وأكثر هشاشة، وينخفض النسيج الدهني الموجود أسفل الجلد مباشرةً، كذلك فقدان السمع، وإعتام عدسة العين وأخطاء الانكسار، وآلام الظهر والرقبة، والتهاب العظام والمفاصل، وداء الانسداد الرئوي المزمن، والسكري، والاكتئاب، إضافة الى ضعف في البصر والحواس بشكل عام، وبطء الحركة، وتغير لون الشعر، وانخفاض حرارة الجسم، وضعف الذاكرة والنسيان.

من أصعب الأوقات لكبير السن حين يجد نفسه وحيداً وهذا يؤدي للوحدة والعزلة الاجتماعية؛ مما قد يؤثر في صحته النفسية ومن ثم يعاني من الوحدة العاطفية.

في الواقع أثبتت دراسات علمية أن كبار السن يتمتعون بالصحة والذكاء والحكمة ويشعرون بالسعادة أكثر من غيرهم، وقولهم إن العمر هو رقم ليس أكثر، ربما هذا ينطبق على بعض الشعوب والبعض الآخر غارق في دور العجزة ودور المسنين. أتساءل وأجزم هناك الكثير من يتساءل عن عيد الأم هل هو تقليد أعمى أم أنه يتماشى مع تعاليم ديننا الإسلامي. عيد الأم يحدث في كل عام يوم 21 من شهر مارس الذي يصادف بدء موسم الربيع. في مجتمعنا وعبر دور الرعاية الاجتماعية المنتشرة بمناطق المملكة التي يبلغ عددها حالياً 12 دار، تقدم المساعدات المالية والعينية للمحتاجين من المسنين وأسرهم عبر وكالة الضمان الاجتماعي. في دار المسنين يتملكك حزن كبير وأنت تدخلها، صور كثيرة وقصص مؤلمة بعضها عقوق وبعضها مرض والبعض الآخر الخرف. تلفتوا حولكم ستجدون هناك صوراً جميلة في بيوتنا وصوراً أخرى بشعة وبشاعة من يقوم بها. تعتبر إساءة معاملة المسنين مشكلة موجودة في كل من البلدان النامية والمتقدمة، ومع ذلك لا يُبلغ عنها بشكل عام على المستوى العالمي. ديننا الإسلامي يحث على توقير المسنين وإكرامهم، بأن يكون لهم مكانة في النفوس، ومنزلة في القلوب، وكان ذلك مِن هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد حث عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعله مِن هديه وسماته وصفاته.

وخزة

كيف يجرؤ البعض على أن يتخلى عن أمه أو أبيه بكل معاني التخلي.