لم يكن الظرف الاجتماعي الصعب الذي تحدثت عنه الاعلامية.. وهو انفصالها عن زوجها خبرًا عابرًا، ولا مساحة للفضول الاجتماعي، بل كان بالنسبة لها محطة إنسانية.. كشفت فجوة عميقة بين ما يُتوقَّع من المرأة في المشهد العام، وما تعيشه هذه الاعلامية فعليًا في حياتها الخاصة.
غالبا ما يُحمِّل المجتمع المرأة العامة عبئًا مضاعفًا، فهي إن نجحت اتهموها ان نجاحها كان على حساب بيتها، وان انسحبت اتهموها بانها «لم تتحمّل» لانها امرأة.
هذه الاعلامية المميزة لم تدخل قفص الاحكام الخارجية، فهي لم تبرّر، ولم تهاجم، ولم تستدر عطفًا. وانما اختارت الهدوء والكرامة، وابتعدت عن ضجيج القيل والقال، وقدّمت درسًا نقدره كلنا، وهو أن الانفصال أحيانًا قرار نضج لا إعلان هزيمة.
اقل ما يقال لهذه الاعلامية، هو انها نقلت الطلاق من خانة الفشل إلى خانة الاختيار الواعي. فحين يتحول الصبر الي استنزاف نفسي، فاستمراره ليس بطولة.
ليس مطلوبا من المرأة ان تدفع عمرها ثمنا لـ«الصورة المثالية».. لان الاستقرار النفسي هو حق من حقوقها وليس ترفا.. والعلاقات الزوجية لا تُقاس ابدا بطولها بل بسلامها.
هذه الاعلامية قدّمت نموذجًا، لامرأة عامة، عاشت تجربة خاصة، وخرجت منها دون أن تفقد احترامها لنفسها أو للآخرين.. بمعنى انها عاشت قصة وعي.. مفادها ان القوة لا تعني ابدا التحمل بلا نهاية.. وان المرأة القوية تحمل قلبا وتتألم وتبكي وتنكسر، وليست هي من تخفي كل ذلك، بل هي من تعرف ماذا تقول ومتى وكيف.. ولمن.
إقبال الأحمد













التعليقات