من الصعب أن نقيد شعباُ كاملاً بدين واحدٍ فكل من اعتناق دينٍ من مختلف الديانات له كامل الحرية في اختياره، مع أننا نعلم أن الدين عند الله الإسلام وهذا هو سلاح يجاهد فيه بعض المتطرفين في إبطال حرية حق أخيه الغير مسلم، نأمرهم بالصلاة إجباراً ونحن نعلم أن اختلاف توقيت الصلوات من اختلاف الديانات نفسها، فالناصحون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر باللين، أما المتشددين هم أشد غلظة في تجبير السنة لواجب مع تعظيم كل صغائر الذنوب والنهي والبحث عن المنكر ، فحقيقةً كانت لهم مواقف مصورة مع إغلاق المحلات وقت الصلاة وهو في حالة زجرٍ إذا تأخر في إقفاله مع أن الغريب في هذا أنه يترك الصلاة في وقتها من أجل أن يلاحق الناس ليجبرهم على الفلاح .!
إغلاق المحلات التجارية وقت الصلاة دولة واحدة طبقته مع بروز الصحوة في شبه الجزيرة فقبل سنوات لم يكن لديها هذا التعميم في تعطيل مصالح الناس ، من أين أتوا بهذه الفتوى؟! فلا دليل من كتاب الله عز وجل يبين صحة ذلك ولا من أحاديث آخر الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الذي هو قدوة المسلمين، خمس صلوات في اليوم تعني إقفال أبواب المحلات خمس مرات ففي ذلك تعطيل حتى مرور السيارات إذا نفذ البنزين ومحطة الوقود مقفلة فكيف يكمل هذا السائق طريقه للذهاب إلى المسجد ؟! فهناك مواقف تحدث لا تسع مخيلتي في حضورها حتى أتحدث عن الأضرار التي حلت في لحظة توقيت الصلاة، المدة ليست عشر دقائق أو أكثر بل تصل إلى نصف ساعة او ساعة إلا ربع ، فكيف يصلي الجائع بخشوع بعد أن يجد محلات مغلقة ورسول الله عليه الصلاة والسلام يقول : " إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاء " دين الله يسرٌ ولكن عسّره هؤلاء الذين يظنون أن في أمر الناس بالصلاة في وقتها بالإجبار والإكراه حسنة .! فهم يحملون ذنب كل من ترك الصلاة بعد عسرهم .
الوقت له ثمن ولكن تعطيل مصالح الناس ساعة واحدة من أجل الله ليس منطق كأننا نشعر العالم بالوقوف جميعاً في هذه المدة والذي يجلس سوف يستحق مخالفة هل هذه المخالفة من الله أنزلها في كتابه حتى تم تطبيقها .! إن ضريبة هذا التعميم يحمل أضرارا في جعل النساء يجلسن على الأرض من شدة ازدحام المقاعد داخل المجمعات التجارية فهل تجب الصلاة على النساء في كل وقت فهناك عذر شرعي أعطاه الله لها، وجلوسهن للإنتظار في محل يغلق فيه العاملين محلاتهم من أجل أن يجلس داخل المحل لا لإقامة الصلاة لكونه غير مسلم فهنا نفاق أحدث لنا الصحوة .
فالصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام بمكان وزمان وفي الديانات الأخرى الصلاة في كل وقت ،أما الصلاة عند المسحيين حسب كتابهم المقدس لا يحدّد أوقاتاً معينة للصلاة، فالإنسان المصلي يستطيع أن يصلي في كل زمان ومكان ، وأن نجبر من لا وقت لصلاته في هذه الدولة تناقض ويحدث عدم تعايش مع المسحيين أو الديانات الأخرى،حين نجبرهم على إقفال هذه المحلات التجارية والخدمية لكي يقوم بصلاة الجماعة فهذا غير منطقي وفيه تعطيل للمصالح من أجل إقامة الواجب بسنة مبتدعة وكان واجباً لمن يعملون داخل المحلات إقامة صلاة الفرد فكما للصلاة أنواع كالخوف والمجاهد ، ومن يسر هذا الدين أنه شرع للمسلم جمع الصلوات وقصرها، فلماذا سمحنا للصحويين أن يبتدعوا لنا واجبات لم يكن لها أساس في السابق ، فقد تجبروهم على إقامة الصلاة بلا خشوع وبإكراه لن يحدث في هذه الصلاة سعادة فصلاتي يا بني صحيون سعادتي .
التعليقات