مؤسسة الجزيرة الإعلامية القطرية هي احدى اهم قنوات الإعلام العربي دشنت بافتتاحها قبل عقدين من الزمن مرحلة جديدة في التعبير عن الرأي الاخر وارست تقاليد إعلامية وصحفية لم يكن من الممكن تصورها قبل ظهورها الملفت على الساحة الإعلامية وسواء كان المرء متفقا مع نهجها وسياساتها او لا فهي مؤسسة كبيرة بكل المقاييس وقد تشعبت فروعها واختصاصاتها وبعدد من اللغات العالمية وعندما تتناول هذه المؤسسة قضية ما فلابد ان تكون القضية على درجة كبيرة من الأهمية وهي تختار مواضيعها بكثير من العناية وتطرحها وفق وجهة نظرها التي لا تعجب الكثيرين أحيانا وانا واحد منهم
الجزيرة نت قامت خلال الفترة السابقة بطرح نوع من الاستفتاء تحت عنوان (هل تؤيد قيام دولة مستقلة للأكراد؟) والنتائج التي ظهرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي كانت حتى بداية العام الجديد كما يلي:
ـ عدد المشتركين في الاستفتاء كان 122336 مشتركا
ـ المؤيدين لقيام الدولة الكوردية 99131 أي بنسبة 81%
ـ المعارضين لقيام الدولة الكوردية 23205 أي بنسبة 19%
من الواضح ان الأكثرية الساحقة من المصوتين هم من المواطنين العرب مع اقلية من الذين يجيدون اللغة العربية بغض النظر عن انتمائهم القومي، ورغم صغر العينة المشاركة قياسا بتعداد الامة العربية، فهي تعني بوضوح ان العرب، وليس المستعربين، يقفون الى جانب ممارسة شعب كوردستان لحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، ومما يؤكد هذه القناعة هو موقف الدول والحكومات والقيادات العربية من القضية الكوردية مع عدم تناسي الأوضاع والأسباب العديدة التي كانت وراء هذه المواقف الإيجابية ابتداء من مواقف الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر مرورا بمواقف الحزب اليمني الاشتراكي وجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية ومواقف الرئيس معمر القذافيوجلالة الملك حسين والحكومة الأردنية والمواقف الحالية لجلالة الملك عبد الله وانتهاء بمواقف المملكة العربية السعودية الإنسانية والحكومة والقيادة الكويتية اعتبارا من انتفاضة اذار 1991 ومواقف دول الخليج والمساعدات القيمة والكبيرة التي قدموها وكانت ولاتزال على استعداد لإقامة مشاريع استثمارية استراتيجية في كوردستان
بالعودة الى استفتاء مؤسسة الجزيرة نت الموقرة، تثبت ان النتيجة المؤيدة لاستقلال كوردستان وإقامة الدولة الكوردية، هو الموقف المنطقي والموضوعي المعبر عن رأي العرب وأكرر ليس المستعربين الذين يزايدون بالشعارات القومجية العنصرية الكريهة ويمارسون ابشع صنوف الاضطهاد ضد شعب كوردستان ونتيجة الاستفتاء دليل على نمو وتطور علاقات الصداقة والتفاهم رغم الظروف الصعبة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط وان ما يجمع الشعبين العربي والكوردي من ثقافة مشتركة ومصالح متداخلة هي اكثر بكثير من عوامل الفرقة والتناحر ومزايدات العنصريين المتخلفة
ان قيام دولة كوردستان، وهي ستقوم عاجلا ام اجلا، بقدر ما هو حق مشروع وطبيعي للامة الكوردية، فهو بنفس القدر يتفق مع المصالح الاستراتيجية للامة العربية ويصب في صالح امنها القومي بما تملكه كوردستان من موقع جيوسياسي مهم
مع جزيل الشكر لقناة ومؤسسة الجزيرة نت والعاملين فيها
التعليقات