بعد ان قرر برلمان إقليم كوردستان يوم الثلاثاء المصادف ( 24 تشرين الاول 2017 ) تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لمدة ثمانية أشهر، بعدما كانت مقررة في الأول من تشرين الثاني 2017، أعلنت حكومة إقليم كوردستان (تجميد نتائج الإستفتاء) الذي أجراه الإقليم في 25 سبتمبر الماضي، موضحة عرضها الدخول في حوار مفتوح مع المسؤولين في بغداد بدون شروط.
وذكرت حكومة الإقليم في بيان نشرته على موقعها الرسمي (http://cabinet.gov.krd/?l=14) يوم امس المصادف 24 تشرين الاول : ( ان الخطر الذي يتعرض له الإقليم والعراق، يفرض على الجميع ان يكونوا بمستوى المسؤولية التأريخية، وعدم دفع الامور الى حالة الحرب والاقتتال بين القوات العراقية والبيشمركة وعليه قررت حكومة الاقليم من جانبها : وقف اطلاق النار فورا ووقف جميع العمليات العسكرية في اقليم كوردستان، و تجميد نتائج عملية الإستفتاء، والبدء بحوار مفتوح بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية في إطار الدستور العراقي).
وتزامنا مع اعلان حكومة كوردستان ( تجميد نتائج الإستفتاء على إنفصال الإقليم )، اعلن المتحدث باسم فصائل الحشد الشعبي، السيد أحمد الأسدي، صباح اليوم الاربعاء 25 تشرين الاول، إن المبادرة التي طرحتها حكومة إقليم كوردستان العراق بـ ( تجميد نتائج إستفتاء الإستقلال) لا قيمة لها، مؤكدا على شرط الحكومة المركزية بـ (إلغاء) نتائج هذا التصويت جملة وتفصيلا، وأضاف الأسدي، أن مبادرة كوردستان لا قيمة لها، إذ أن التجميد يعني الاعتراف بالإستفتاء، وطلب الحكومة واضح بإلغاء الاستفتاء.
وبخصوص عمليات إعادة نشر القوات العراقية والحشد الشعبي في المناطق المتنازع عليها، أوضح الأسدي: أن نشر القوات العراقية لا علاقة له بموضوع إلغاء الإستفتاء، وهو قرار من مجلس النواب بتواجد القوات العراقية في جميع المناطق المتنازع عليها، حيث تلعب قوات (الحشد الشعبي) دورا كبيرا إلى جانب القوات الحكومية في إعادة الانتشار في مناطق متنازع عليها بين الإقليم والحكومة المركزية ).
كما اكد المتحدث باسم حركة (عصائب اهل الحق)،السيد ( محمود الربيعي)، ان تجميد إستفتاء كوردستان يتقاطع مع الثوابت الوطنية ويعطي اعترافا ضمنيا بالإستفتاء وعليه دعا (الربيعي) جميع الكتل السياسية الى : ( الحفاظ على وحدة العراق والالتزام بالثوابت الوطنية والحفاظ على وحدة الصف الوطني من خلال ما دعا اليه رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي إلى(إلغاء) نتيجة الإستفتاء كشرط اساسي للحوار مع اربيل ).
كمراقب ومتابع للشأن الكوردستاني اقول : على الرغم من موافقة حكومة الإقليم على تجميد نتائج الإستفتاء، الا ان بغداد تطلب وبالحاح من اربيل أن تقر بوحدة العراق ( بمعنى اخر، الغاء نتائج الإستفتاء ) جملة وتفصيلا، واحترام الدستور العراقي والسيادة الوطنية العراقية على كل أراضي البلاد ومن ضمنها الواقعة في الإقليم، وبدون الموافقة على هذه الشروط لا يمكن لأي حوار أن يجري بين بغداد واربيل.
نعم، لقد وضعت بغداد شروطا واضحا وصريحا للتفاوض مع اربيل وفي مقدمتها ضرورة (إلغاء) نتائج الإستفتاء وليس( التجميد ) وذالك (لاغراض واهداف وغايات معروفة ) اهمها : تعتقد بغداد ان قرار تجميد نتائج الإستفتاء، هو قرار غير مجدي ويسعى إلى (ترحيل الأزمة وتعليبها وتأجيلها ) إلى اشعار اخر، بمعنى اخر، لا تريد بغداد ان (تترك النار تحت الرماد).
زُبدةَ القول وخُلاصته :: انتهى الإستفتاء وأصبح من الماضي و انتهى الامر، بعد ان صوت أكثر من 92% من المشاركين في إستفتاء الإنفصال عن العراق بـ(نعم) لصالح الإنفصال، فلا قيمة اطلاقأ لما بعد الإستفتاء، سواء الغت حكومة كوردستان او جمدت نتائج الإستفتاء (بأمر وتهديد عراقي وإقليمي ودولي ).
اقول مخلصأ، لنعمل جميعا من اجل نزع فتيل الدمار والحرب والخلافات بين اربيل وبغداد، ونحاول جاهدأ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هجمات ميليشيات ايران واذرعها وشبكاتها الاخطبوطية والتخريبية في العراق وتفويت الفرصة على المتربصين بأمن وسلامة الوطن واستقراره وفي مقدمتهم ( ايران وتركيا )، والوقوف بحزم بوجه مشروعهم التوسعي والتخريبي ودورهم في تدمير العراق بعد ان نجحوا في تحويل سوريا ولبنان واليمن الى مستنقع دمار شامل لخدمة مخططاتهم التدميرية والتوسعية.
التعليقات