تسلم ترامب رئاسة امريكا وماأحاطها من صخب إعلامي، صار موعدا لأن يرمي غالبية العراقيين بحلم الخلاص على وعود، بعضها قالها ترامب في خداع انتخابي، واخرى صار يصحبها الفرد المحروم من غيوم الحلم واقع التمني، وربما يعطى له الحق جراء معاناته من تلك الأزمات المترافقة معه منذ١٤ عاماً، ابرزها الحروب والموت وفقدان الأمن، اضافة الى المستشري في مفاصل الدولة والبطالة والخراب الذي ضرب جميع مناحي الحياة، من هنا انتشرت اشاعة ان قرار ترامب سيحقق مبدأ النفط مقابل الخدمات والكهرباء وتوفير العمل للعاطلين والبطاقة التموينية ومايحتاجه الفرد العراقي وذلك بعد انتهاء داعش، وهذا المبدأ " الكذبة " يعبر عن مخيال شعبي مأزوم ومحروم .
تفاقم اليأس يدعو الفرد العراقي الى التشبث حتى بالوهم والخرافة ستعادةقبيل سقوط النظام العراقي في ٢٠٠٣، اذ طغى الحلم بالمخلص الأمريكي على العديد من قطاعات الشعب والاحزاب المعارضة في خارج الوطن ، الأمر الذي جعل قوى وطنية وسياسية تتورط في هذا الأمر وتعطي تأييدها للإحتلال الأمريكي ، في مفارقة تاريخية واجرائية غير مسبوقة، ولم تنتج ذلك الوهم سوى نظام سياسي فاسد ودستور مهلهل وحروب مستمرة وانهيارات متنوعة ومتعددة ، لذا أرى ان دورة الحلم اليائس صار يركب ُعلى وعود وتصريحات ترامب مرة أخرى في ظل احتلال اقتصادي (نفطي)..!ظاهرات
لاشك ان الولايات المتحدة على وفق رؤيا برامج ترامب الاقتصادية ، تجد في النفط ومصادر الطاقة الاستثمار الأمثل وخصوصا في بلد مثل العراق، يضم مخزونه المستكشف لحد الآن اكثر من ١٧٠ مليار برميل من النفط اضافة الى الغاز وغيرها من المعادن، كما تتمثل في العراق صورة الأرض البكر للاستثمار الاقتصادي والتجاري القادرة على تشغيل عشرات ومئات الشركات الامريكية، وتوفير آلاف فرص العمل للامريكان للتخفيف عن التضخم في نسب البطالة واثقال الاقتصاد الامريكي الذي يدعوه ترامب الى تصعيد وتائره عبر فتح منافذ متعددة للانتاج والاستثمار حتى لو تطلب ذلك خوض الحروب حسب منطق الفكر الرأسمالي .
غياب الرؤية العملية من قبل البرلمان والحكومة على وضع معالجات سياسية وأمنية ومعيشية ناجعة، للمدن المحررة من داعش، وبقية مدن العراق التي يعيث فيها الفساد، فتح الفضاء واسعاً لحسابات المواطن العراقي في انتظار الحل الامريكي، وتلك رسالة صريحة عن فشل الطبقة السياسية العراقية توجهها قطاعات الشعب للاحزاب الحاكمة التي تواجه احتجاجات ومظاهرات مستمرة منذ سنوات عديدة .
تراكمات الاحباط الشعبي والشعور بالخسارة والإضطهاد والظلم، مقابل عدم الاصغاء الى مطاليبه التي يقدمها بطرق الاحتجاج السلمي، واهمال الحكومة والسلطات الاخرى في مراجعة المشكلات والازمات الكبرى ووضع الحلول لها، والشعور باليأس من اي تغيير مقبل سواء امريكيا ام عراقيا، سوف يحرض الجماهير للتعبير عن رفضها في طرق واساليب انتقامية، ولعل ايسرها هو التحلل من أي شعور بالأنتماء الوطني، والتوجه لتعويض خساراته وشعوره بالظلم عبر سلوكيات ومواقف تشكل اضافات اكثر ثقلا على كاهل الحكومة الشعب، ناهيك عن التوجهات العنفية والارهابية التي تجد لها حواضن ومشجعات جاذبة كثيرة .
التعليقات