الحرب ضد الارهاب فى سوريا طالت امدا بعيدا و اصبح مخاوفه اكبر و اكثر ليس على سوريا فقط بل على شعوب و بلدان المنطقة باسرها.لان كل ما تطول الحرب تزداد التدخلات الخارجية و الاقليمية فى المشكلة و تصبح صعبة المعالجة و انهائه،لان الكل يركض وراء مصالحه و طموحاته السياسية و الاقتصادية و العسكرية،ويريد ان تكون له موطىء قدم ثابت فى المنطقة لاهميتها الجيوسياسية و الجيو اقتصادية.ولهذا طالت مشكلة سوريا اكثر من الازم مثل مشكلة اليمن ايضا بسبب التدخلات الايرانية و الدول العربية الاخرى فيها باسناد الدول الكبرى.
سوريا اليوم فى اخطر المرحلة و اضعف القدرة العسكرية و فى تهاون مستمر من الناحية الادارية و الحكومية و ليس وجود حقيقى للحكومة السورية لعدم سيطرتها على مناطق واسعة من البلاد و ليس لها دور عسكرى فاعل و لا يوجد اسناد جماهيرى و اسع للحكومة و للحزب البعث الحاكم.دولة سوريا على شفيه الهاوية و السقوط و عملية التغير الجزرى فى الدولة السورية على الطريق، و السبب الرئيسى فى استمرار و بقاء الحكومة السورية فى السلطة كل هذة المدة المظطربة هى اسناد و مساندة الدول المتحالفة معها كروسيا و ايران و حزب الله اللبنانى كميليشيا العسكري،روسيا دولة متحالفة و قوية و لها علاقات و صداقات طويلة الامد مع سوريا منذ حكم الاسد الاب و سوريا تعتبر اخر قلاع روسى فى منطقة الشرق الاوسط و بدون سوريا ليس وجود حقيقى على الارض لروسيا و لايمكن لروسيا ان تغادر المنطقة المهمة فى العالم ((بخفى حنين)) و خال اليدين.لهذا تدافع عن سوريا بكل مالديها من قوة مرة ضد الارهاب و مرة ضد امريكا و حلفائها، اما ايران و حزب الله يساندون السوريا بسبب كونهم من المذهب الشيعى و من اجل مصالح المذهب الشيعى فى المنطقة لكى يحافظوا على امنهم و وجودهم كقوة فاعلة على الارض ضد المذهب السنى العربى و لكى يحافظوا ليس على الهلال الشيعى فقط بل يطورنه لكى تكون البدر الشيعى(( مثلما يقول قيس الغزعلى // امير عصائب اهل الحق الشيعى العراقى ))،ومن اجل هذا يدافعون بكل مالديهم من القوة و بالفعل ضحوا بالانفس و المال الكثير من اجل سوريا و حكومتها.
مع الاسف الشديد يوجد الان عدد كثير من المليشيات العسكرية فى سوريا المنقسمون على معسكرين الارهاب و المقاومة، المعسكر الارهاب المتمثل فى جبهة النصرة و دولة الاسلامية فى العراق و السوريا (( داعش )) و غيرهم. ولكن جبهة المقاومة الحقيقية و الاصيلة متمثلة فى القوى الكردية و القوات سوريا الديمقراطية و القوات سوريا الحرة و غيرهم. ولكن القوات الكردية اقوى قوات عسكرية على الارض و لها يد و باع طويل فى الدفاع عن سوريا و اراضيها و عن مناطق الكردية فى كردستان الغربية من سوريا،لان الكرد مكون اساسى و القومية الثانية بعد القومية العربية فى سوريا و له تاريخ و جغرافيا قديمة مع باقى المكونات الاخرى من الشعب السورى من الاشورييين و المسيحيين و الايزديين و الارمن و غيرهم. الكرد هم احفاد البطل صلاح الدين الايوبى و لهم تاريخ مشرف فى القديم و الحاضر فى الدفاع عن بلاد و اراضى اسلامية فى كل من سوريا و فلسطين و مصر و الاردن و غيرهم.
والان و بشهادة الاعداء قبل الاصدقاء ان الكرد و قواته العسكرية و المتمثل فى (( حزب اتحاد الديمقراطى الكردى)) فى سوريا PYD و وحدات حماية الشعب الكردية داخل القوات سوريا الديمقراطية هم راس حربة فى المقاومة الشرسة و البطولية ضد قوات الداعش الارهابية و المجرمة بحق كل الشعوب السورية،وهم وحدهم صاحب فضل كبير فى تحرير مدن و قرى و مناطق واسعة فى كردستان الغربية و سوريا عموما من تحت الاحتلال الداعشى و الارهابى و تضحياتهم الجليلة اكبر دليل على صدق نياتهم و مقاومتهم.الكرد ليس لديها اية اطماع فى اراضى الغير و لكن يريد ان يستقل و يعيش بكرامة على اراضيه التاريخية فى كردستان الغربية،وهو الان وبقوته و وبفضل ايمانه الراسخ باحقيته فى العيش بسلام و امان على اراضيه و صدق نياته و برامجه و مشروعية مسالته القومية يدافع بشكل جدى،بعكس بعض القوات و الميليشيات العربية الاخرى القومية و المذهبية و الدينية،لانهم كلهم لهم علاقات سياسية و اقتصادية و دينية و مذهبية مع دول المنطقة و ليسوا احرارا و مستقلين فى قراراتهم السياسية و العسكرية و ليس لديهم ارض خصبة و و متينة وقومية للدفاع عن مشروعهم و اهدافهم،مع الاسف الشديد هم ليسوا اصحاب حقيقيق لسوريا و مستقبلها لانهم دمية بيد اسيادهم الخارجية.
الان الكرد فى سوريا اصبحوا رقما صعبا و قوة لا يستهان بها و لايمكن اغفال دورها المشرف و تضحياتهم الجمة،ولهذا اعترفوا كل من امريكا و حلفائها العسكريين و حتى روسيا بدور الكبير للكرد و تضحياته من اجل تحرير كل شبر من اراضى سوريا تحت احتلال الداعشيين و الارهابيين ولهذا قرروا التعاون معه بكل الوسائل المادية و المعنوية بل هم الان يتنافسون مابينهم على الامدادات العسكرية و اللوجستية لتقديمه للكرد،لانهم عرفوا ان الكرد و قواته وحدهم قوات صادقة و قوية و مقاومة اصيلة على الارض،وبحكم المنطق و الواقع يتحتم عليهم التعاون و المساندة لهم.
اخيرا الكرد فى منطقة الشرق الاوسط عامل مهم فى استباب الامن و السلام و التعايش السلمى فيما بين الشعوب المنطقة ككل و هو عامل مهم فى تثبيت دعائم الديمقراطية و الحريات و المساوات و العدالة الاجتماعية و تطوير وازدهار المنطقة بشكل عام.يجب على الشعوب و اقوام المنطقة من العرب و الترك و الفارس ان يعترفوا بحقوق الكرد المشروعة فى استقلال بلادهم و تكوين دولتهم القومية مثلهم على اراضيه التاريخية لكى هم ايضا ينعوموا بسلام و امان و ازدهار،لان تحالفهم فيما بينهم ضد الكرد و مطالبه المشروعة فاكيد ان المنطقة لا ترى لا السلام و لا الامان الى الابد و هم بعملهم هذا يتضررون اكثر من الكرد،وهم اذا يحلموا بمحو و مسح الكرد فى المنطقة و الخارطة العالمية هم فى غفلة و نوم طويل لان الكرد عاشوا و يعيشون الاف السنين فى المنطقة و يقاومون من اجل حريتهم و استقلالهم و لايمكن لاى بلد و او حكومة اونظام سياسى ديكتاتورر و المستبد و الطاغية ان يمحو الكرد من الوجود.لهذا اسلم طريقة و اقصرها لمعالجة كافة مشالكل المنطقة هى ان تعترفوا بحقوق الكرد المشروعة و مد يد التعاون و الاخاء و السلام للكرد و ليس محاربتهم و قتلهم و تشريدهم و احراق اراضيهم و تنفيذ عمليات عسكرية كيميائية و الابادة الجماعية ضدهم،مثلما فعل النظام البعثى العراقى المقبور و مثلما يفعل النظام التركى الان بقيادة رجب طيب اردوغان فى تركيا و ايضا سياسة طمس الهوية و اغفال حقوقهم القومية فى كل من ايران و سوريا منذ القدم و حتى الان.لهذا الكرد لهم دور مهم و مشرف فى المنطقة و يجب معالجة المشاكل و حلول المسائل القومية بطرق سلمية و السياسية و ليس العسكرية و الارهاب و القتل ولا يكمن اغفال دورهم و مقاومتهم و تضحياتهم فى المستقبل. لان دماء شهداء و ابناء الكرد (( الشاب و الشابات )) اكبر شاهد على صدق مقاوتهم و تضحياتهم على كل شبر من اراضى سوريا.و لايمكن كل هذه الدماء الذكية تروح هدرا و بلا حساب و تقدير و احترام لدورهم.و يجب على كل قوات المعارضة السورية ان لا تكونوا ناكرين لجميل الكرد و دورهم فى مقاومة الارهاب و النظام البعثى السورى.والكرد اثبتوا جدراتهم و وجودهم بتضحياتهم و مقاومتهم و بسالتهم.