سلطة العرف أقوى عاتق من كثير من القوانين وهذه الدلالة العرفية حقيقةً تبرمجت المجتمعات عليها ليسير على نهج ما تطبع عليه، وحين نحكي عن واقع المرأة التي قزمتها سلطة الاعراف في ظل شعوب تضرب سوط تقزيم المرأة والتقليل من تواجدها في كافة الواجهات الاجتماعية فهناك أصدقاء لا يعرفون أسماء زوجات كلاً من الآخر حيث أنّ ذكر أسمائهن يصنف عارًا ومن ثقافة العيب وأنّ سترها عن الذكور الآخرين يعد من ثقافة الاسترجال وكأنهم عادوا إلى وأد البنات في عصر ما قبل الإسلام وما أشبهَهُ اليوم بوأد أسمائهن وحتى ما هنّ.
إن ارتباط ظل آدم وحواء منذ أول وقوفهم أمام الشمس على حدٍّ سواء إذاً لدينا استطاعةٌ فكرية في تغيير سلوكيات مجتمعات تبرمجت بالذكورلوجية بعد أن أدرجتها في وافق ديني عن طريق تيارات صحوية سعت إلى نفخ الأعراف وتبويبها في الكتب الدينية على أن المرأة مسيَّرة وليست مخيرة في حياتها وأنَّ فوقها هنالك سلطة تُلزمها أن تأخذ أوامرها ممن عتقها!؛ هذه أدلجة ليست عادلة!
النساء عبيد وأسيادهم ذكور، فنحن نحكي الواقع الذي يخجل منه دائمًا ولو عدنا إلى بعض المشاهد في البلدان العربية نجد بأنها صوَّرت حال المرأة التي ترهب من زوجها وأمها تلقنها على عبادة "بعلها" بطاعة أوامره حتى عن حالها فهو المتصرف و المسؤول عن كل شيء!! وليست العلَّة أنَّ الأم تساعد على تقوية زعامة الذكور فالأم مدرسة وأحيانًا تكون "مفسدة"ً حين يتربى جيل بعد جيلٍ بنفس تلك البرمجة "الذكورلوجية " الأب الأخ الزوج كلهم والي ومسؤول عن جميع الإناث بل والمتحدث الرسمي عنهنّ فلا ننس التيار الصحوي الذي حرَّم صوت المرأة وجعلها مخلوقة للجنس والتربية وقعر عقلها وصنفها ناقصة عقلٍ ودين، ولذلك لم يعترف هؤلاء بسنّ الرشد للمرأة وجعلوا عليها أوصياء بصكوك وتساومٍ كأنها أصول تنتقل ملكيتها بعد بيعها بمهرٍ ثمينٍ ليربح من تلك الصفقة أحد الطرفين لا سيما لوجود رخص دينية ملفقة تُلزم الرجل أن يكون وصيًّا على المرأة حتى لو كان عمرها مائة سنة فنظريتهم تنصُّ على أنها ناقصة الأهلية رغم أنَّها هي التي أنجبته.
يُخيل لكم كيف يكون لتلك المرأة وأبنائها التي تعيش في شقاء دائم مع زوجها غير الصالح في اضطهادٍ وعنفٍ فهي لا تستطيع أن تبرِّئ نفسها وتحكي عن فساد الوصي عليها وعلى أبنائها واشبه ما تكون بالخيل التي أحكمت أعناقهنّ بالرسن فما أشباهها بالصك الوصي على كل النساء في هذه البقعة.
إنها قصة مهان لو تحدثنا عن العراك الذي يتأهبهُ الان الذكور من محاولة ترميم المرأة في صنع قوالب توعية لتمكين المرأة في ظل مجتمعاتها المحيطة بها، المرأة لم تعد عورةً وعارًا فأفعال الذكر والأنثى كلها في محكم واحد ولم يخلق العار لجنس واحد فقط، وإن حدث هناك ترهيب وتهويل في مشاركة المرأة فذلك من باب الحقد والتحيز ضدها.
إنهم يزعمون بأنه لا حرية للمرأة حيث يريدون أن يسترقوقنها وتطمس هويتها حيث أن المتطرفين المتشددين جداً يعانون من حضور أيّ امرأة!؛ فالأولى حضورها حتى لا تحرك غريزتهم التي فاهت من تلك المقولة " المتشددون جداً شهوانيون جداً".
اليوم أستطيع أن أكتب بعد أن حل التمكين لكل أنثى في وطني، نحن ننعم في العهد السلماني الذي مكَّن المرأة وجعلها تحضر كل محفل في صالات السينما والملاعب الرياضية وأصبحت تقود السيارة بعدما حضرت عليها كل تلك الأمور وهنالك أمور لا تخفى رممت الفكر المتعقد، فنستبشر اليوم مع الملك سلمان بعد ملك مملكة الإسلام و نصير المرأة السعودية أن يحدد سنّ الرشد لهن لتسقط صكوك الأوصياء فكل نفس ذكر أم أنثى وصايته على نفسه.
التعليقات