تواصل الحكومة التركية معاداتها لكل ما يخص شعب كوردستان سواء داخل تركيا حيث سياسة التتريك العنصرية ومحاولات الغاء الشعب الكوردي وحرمانه من حقوقه الإنسانية الديموقراطية مستمرة او خارجها كما هو الحال في اجتياح المناطق الكوردستانية في الشمال السوري من خلال ما يسمى بعمليات درع الفرات وحاليا من خلال العدوان الصارخ على مناطق عفرين التي تعتبر احدى اهم المناطق الامنة والمستقرة وملجأ لقرابة المليون مواطن سوري نزحوا اليها من حلب وريفها ومن العديد من المناطق السورية الأخرى
يجري هذا تحت يافطة مزاعم تركيا في (الدفاع الشرعي عن النفس) في الوقت الذي هو عدوان مكشوف وممارسة لشريعة الغاب والعنف والقوة المفرطة ضد منطقة امنة قامت الإدارة الذاتية فيها رغم كل العراقيل والصعوبات وشحة الموارد والمساعدات الانسانية بتوفير الامن والاستقرار وتقديم الخدمات الأساسية والصحية من خلال توفير مستشفى و15 مركز صحي و145 طبيب وطبية وحتى تحديد سقف لإيجار الدور والمساكن لحماية المواطنين واللاجئين من جشع البعض
الهجوم التركي يأتي ضد كل الإجراءات الأمنية والاتفاقيات السابقة وتحديدا ضد مقررات استانة (6) منتصف أيلول الماضي الذي ضم ريف حلب الى مناطق خفض التصعيد وعفرين هي احد اهم مناطق هذا الريف والتفسير الوحيد لممارسة شريعة الغاب هذه، والتي لن تتوقف عند حدود عفرين وستنتقل غدا الى القاميشلي وكوباني وكل الشمال السوري اذا لم يوضع لها حدا، يكمن في العقلية الاستعمارية الحاكمة التي عبر عنها السيد اردوغان قائلا( ان وجودنا في هذه الجغرافية منذ الف عام هو بفضل شجاعتنا وصبرنا ولن نتوانى عن القيام بمسؤولياتنا) وبغض النظر عن ان تاريخ الوجود التركي لا يصل الى ما قاله السيد اردوغان، الا انه تأريخ مجازر وحروب دامية ورغبة في التمدد والتوسع واحتلال أراضي الاخرين وهو ما يعنيه (بالقيام بمسؤولياتنا)! وبالتالي اجتياح عفرين الامنة وباقي مناطق كوردستان في الشمال السوري
من المؤكد ان الهجوم التركي بحجة (الدفاع الشرعي عن النفس) لا أساس له من الصحة فالإدارة الذاتية في عفرين وبقية المناطق الكوردستانية لم تقم باي عمل من شأنه تهديد تركيا او امنها او امن حدودها وإذا كان من نتيجة لهذا الهجوم العدواني فهو قطعا في صالح الإرهاب والإرهابيين الذين كانوا يعالجون في مشافي تركياوكانت الممر الامن لهم للالتحاق بدولتهم الإسلامية المزعومة والعالم المتحضر لم ينسى ذلك
العدوان التركي ضد مدينة عفرين والشعب الكوردي يفرض على كل من روسيا وامريكا وكل الأطراف الدولية المحبة للحرية والسلام ان تدخل وتضع حدا لهذا العدوان السافر والذي سيكون سببا في المزيد من الفوضى والخراب والدمار وتعميق مشكل المنطقة وتوسيع دائرتها دون أي مبرر عدا الرغبة المجنونة في احياء الإمبراطورية العثمانية التي أصبحت منذ امد طويل في ذمة التاريخ
التعليقات